في واحدة من أخطر الشهادات العلنية حول الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كشف جندي احتياط إسرائيلي خدم في معسكر "سدي تيمان" عن ممارسات وصفها بـ"السادية والممنهجة"، تحدثت عن، وإهمال طبي قاتل، وجرائم ترتكب تحت علم وإشراف قيادات الجيش الإسرائيلي.
و"سدي تيمان" وتعني باللغة العربية "حقل اليمن" هي قاعدة عسكرية إسرائيلية في صحراء النقب جنوبي إسرائيل، اشتهر المحققون فيها بالتنكيل الجسدي والجنسي بالأسرى الفلسطينيين من غزة حتى بات يطلق عليها "غوانتانامو إسرائيل"، في إشارة إلى المعتقل الأميركي سيئ السمعة.
وقال الجندي، في حديث لصحيفة هآرتس العبرية، إن معسكر "سدي تيمان" تحول إلى "مركز تعذيب سادي"، وأن "بعض الفلسطينيين دخلوا المعتقل وهم أحياء وخرجوا منه جثثاً محمولة في أكياس"، في إشارة إلى عدد غير معلوم من الوفيات تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي.
وبحسب الشهادة، فإن المعتقل يُدار كـ"معسكر تعذيب سادي"، حيث وصفه قائد المعسكر نفسه بـ"المقبرة"
وأشار إلى أن كل من خدم في المعتقل يدرك حجم الانتهاكات، حيث تُجرى عمليات جراحية للمعتقلين دون تخدير، ويتعرضون للضرب والتجويع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، كاستخدام دورات المياه أو تلقي العلاج، رغم أن بعضهم جرحى ومصابون جراء الحرب، وآخرون ليسوا مقاتلين بل مدنيون اعتقلوا بشكل عشوائي.
وأضاف: "لم يعد موت المعتقلين في سديه تيمان مفاجئاً، بل المفاجأة إن بقي أحدهم حياً"، مشيراً إلى أن النظام الذي يدير المعسكر قائم على "الإذلال والوحشية"، ولا يميز بين شاب أو مسن، بين مدني أو مقاوم.