فلسطين أون لاين

نبيُّ الغضب: إسرائيل في "ورطة استراتيجيَّة".. والجيش "يخوض حربًا خاسرةً"

...
نبيُّ الغضب: إسرائيل في "ورطة استراتيجيَّة".. والجيش "يخوض حربًا خاسرةً"
متابعة/ فلسطين أون لاين

في مقال شديد اللهجة، قرع الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك ناقوس الخطر إزاء ما وصفه بـ"الورطة العميقة" التي تغرق فيها إسرائيل، بعد أكثر من عام ونصف على بدء الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأزمة لم تعد عسكرية فحسب، بل بنيوية تضرب ثقة المجتمع بالقيادة وتماسك الدولة من الداخل.

بريك، الذي يُعرف في الإعلام العبري بلقب "نبي الغضب"، اتّهم في مقاله الذي نُشر في صحيفة معاريف، المؤسسة العسكرية والسياسية في إسرائيل بتضليل الرأي العام، قائلاً إن إسرائيل "لم تقترب من هزيمة حماس" رغم الدمار الهائل في غزة.

كما اتهم وزير الحرب السابق يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، والناطق باسم الجيش دانيال هاغاري بـ"خداع الجمهور الإسرائيلي"، مؤكدًا أن ما تم تدميره من شبكة أنفاق حماس لا يتجاوز فعليًا 10%، بينما لا يزال عدد مقاتلي الحركة يتراوح حول 30 ألف عنصر، ما يعني أن "الجيش لم ينجح في تصفية القوة القتالية للحركة كما يزعم".

وأشار إلى استمرار تهريب الأسلحة عبر أنفاق فيلادلفيا، وبقاء لواء رفح والكتائب الأخرى للحركة فعالة.

تجاوز بريك في مقاله حدود النقد التكتيكي ليصف ما يحدث بأنه أزمة قيادة عميقة تضرب المؤسسة الأمنية. وقال إن رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، تحوّل إلى "دمية في يد نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس"، واتهمه بتضليل الجمهور، خصوصًا في ملف الأسرى ووقف إطلاق النار.

وفي تقييمه الإستراتيجي، قال بريك إن "الجيش الإسرائيلي يواصل خوض حرب خاسرة"، وإن استمرارها لن يؤدي إلى أهدافها، بل سيقوّض قدرة الجيش على التأهب للتهديدات المتزايدة، مشيرا إلى أن "إسرائيل غير مستعدة إطلاقا لمواجهة حرب متعددة الجبهات".

وحذّر من "انفراط العقد الداخلي" في إسرائيل نتيجة فقدان الثقة بالقيادة، وتزايد الانقسامات بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية و"تفكك صورة إسرائيل" دوليًا.

"حرب خاسرة" وتهديدات متراكمة

وصف بريك الحرب على غزة بأنها "حرب خاسرة"، مشيرًا إلى أن استمرارها لا يحقق أي مكاسب حقيقية، بل يرهق الجيش ويفقده الجاهزية اللازمة لمواجهة التهديدات المتزايدة على عدة جبهات، منها:

كما انتقد نوايا نتنياهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية، واعتبرها "مقامرة بوجود الدولة"، محذرًا من إشعال حرب إقليمية لن تكون لإسرائيل طاقة بها دون دعم أميركي مباشر.

وبالإطار، قال بريك إن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة تشهد تراجعًا غير مسبوق، واصفًا سياسات نتنياهو بأنها "أحرقت الجسور مع واشنطن"، مشيرًا إلى تراجع التأييد الشعبي الأميركي لإسرائيل إلى ما دون 50%، وهو ما اعتبره تهديدًا استراتيجيًا لبقائها.

وأضاف أن العلاقات مع اليهود الأميركيين والحزب الديمقراطي توترت بشكل كبير، فضلًا عن "الإساءة الرمزية" للمسيحيين بعد تجاهل وفاة بابا الفاتيكان، ما عكس تخبطًا في السياسة الخارجية.

ختم الجنرال المتقاعد مقاله بنبرة تحذير، لكنه أرفقها بدعوة إلى إصلاح جذري وشامل. وقال: "لا أنتمي لأي معسكر سياسي، لكنني أقول الحقيقة وأنتقد الجميع دون تمييز". مشددًا على أن إنقاذ إسرائيل يتطلب "معالجة شاملة لأعطاب الأجهزة الأمنية والسياسية والاجتماعية، وإلا فإن الانهيار قادم".