كشفت عبريَّة، لأول مرة، تفاصيل عملية معقدة نفذتها كتائب القسام، مطلع العام الماضي في منطقة المغازي وسط قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل 21 ضابطًا وجنديًا من جيش الاحتلال، من بينهم 14 عنصرًا من الوحدة الاستخبارية الخاصة 8208، وصفت بـ "الكارثة الكبرى" بعد هجوم الـ 7 من أكتوبر 2023.
واستعرضت القناة 12 العبرية ، أمس الخميس، التفاصيل الكاملة للعملية في فيديو يزيد عن 18 دقيقة، التقت خلالها بأربعة جنود هم الناجون من العملية.
ووصفت القناة المشهد بـ"اللقطات التي لن تُنسى"، حيث بثّت صورة جماعية لجنود الوحدة التُقطت في نوفمبر 2023، قُبيل العملية بشهرين، وتم تظليل الجنود الذين قُتلوا بلون رمادي، بينما بقي أربعة فقط على قيد الحياة.
وفق القناة، فإن جميع الجنود والضباط في هذه الوحدة العسكرية تجنَّدوا في 7 أكتوبر 2023، أي في اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" التي أعلنت عنها حركة "حماس".
وفي يوم العملية، وبحسب جنود إسرائيليين نجوا من العملية النوعية، فإن جيش الاحتلال كان قد كثف نيرانه وعمليات التمشيط في المنطقة، حتى اعتقد أنها باتت آمنة. وفي ضوء ذلك، تم إدخال قوة هندسية إسرائيلية إلى أحد المباني لتفجيره، لكن المفاجأة كانت في انتظارهم.
وأوضح الجنود أن قوة نجدة إسرائيلية حاولت لاحقًا الوصول إلى موقع العملية، إلا أنها وقعت في حقل ألغام زرعته كتائب القسام مسبقًا، وتم تفجيره عند مرور القوة، ما أدى إلى مزيد من الخسائر. وعقب ذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي قصفًا عنيفًا وعشوائيًا على المنطقة لعزلها وتأمينها، تلاه استقدام آليات ثقيلة عملت قرابة 12 ساعة لانتشال جثث القتلى من تحت أنقاض المبنى المستهدف.
وفي بيان لها آنذاك، أعلنت كتائب القسام أنها في تمام الساعة الرابعة مساءً من يوم 22 يناير 2024، نفذت عملية نوعية شرق مخيم المغازي، استهدفت خلالها منزلاً تحصنت فيه قوة هندسية إسرائيلية.
وأوضحت أن مقاتليها استخدموا قذيفة مضادة للأفراد أدت إلى انفجار الذخائر والمعدات الهندسية الموجودة داخل المنزل، مما أدى إلى تدميره بالكامل بمن فيه.
وأضاف البيان أن الكتائب واصلت الهجوم، حيث استهدفت دبابة من طراز "ميركافاه" كانت تؤمن القوة بقذيفة "الياسين 105"، كما فجرت حقل ألغام عند قدوم قوة النجدة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها، قبل أن ينسحب المقاتلون إلى مواقعهم بسلام.
وفي حينه، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 21 من عناصره، واصفًا الحدث بأنه "الأصعب" منذ بداية الاجتياح البري لغزة، دون أن يكشف عن تفاصيل العملية.
وارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب إلى 849 جندياً، وعدد الجرحى إلى نحو 5800، من بينهم 862 إصابة خطيرة وفقاً لبيانات الجيش.
وخلافا للأرقام المعلنة، يُتّهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.
وتفرض إسرائيل، وفق تقارير دولية عديدة، رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء ضربات "الفصائل الفلسطينية"، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.