قال قائد حركة "أنصار الله" اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، إن ما يتعرض له قطاع غزة منذ أشهر هو "عدوان صهيوني أمريكي مشترك" يرتقي إلى "الإبادة الجماعية"، مشيدًا بصمود المقاومة الفلسطينية التي قال إنها "تمثل خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامية".
وفي كلمة له، الأربعاء، أكد الحوثي أن الحرب المستمرة على غزة أسفرت عن "مجازر مروعة وجرائم إبادة بحق النساء والأطفال"، مشيرًا إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طفل و12,400 امرأة، ومقتل نحو 1400 من الكوادر الطبية، في استهداف ممنهج للبنية الصحية والخدمات الإنسانية.
وأضاف: "العدو الإسرائيلي أباد أكثر من 7 آلاف عائلة فلسطينية بشكل كامل، ما يكشف عن نية واضحة لإبادة شعب بأكمله"، منتقدًا "صمت المجتمع الدولي وتقاعس المنظمات الأممية في وجه هذه الجرائم التي تُرتكب على مرأى ومسمع العالم".
وحذر الحوثي من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة والموت جوعًا في غزة، في ظل الحصار الخانق واستمرار منع إدخال المساعدات، معتبرًا أن "استخدام التجويع كسلاح هو جريمة حرب إضافية تفضح ازدواجية المعايير الدولية".
وقال: "مشاهد الأطفال والنساء يبحثون عن بقايا الطعام هي عار على كل من يدّعي الإنسانية… والمجتمع الدولي أصبح شريكًا في الجريمة بصمته وتواطئه".
في سياق موازٍ، أشاد الحوثي بالعمليات النوعية التي نفذتها فصائل المقاومة في غزة خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أنها "شكلت ضربة استراتيجية قاصمة لقادة الاحتلال، وأربكت حساباته العسكرية على الأرض".
وأوضح أن العمليات جاءت على الخطوط الأمامية، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال عبر كمائن واشتباكات مباشرة وقنص دقيق، معتبرًا أن "تردد العدو في التقدم يعكس حجم الخسائر التي يتكبدها بفضل صمود المقاومة".
كما أكد أن "صمود كتائب القسام وسرايا القدس والفصائل المقاومة، أفشل أهداف العدو"، داعيًا إلى "الالتفاف الشعبي العربي والإسلامي حول خيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لردع الاحتلال".
وفي إطار الدعم العملي، نفذت القوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات البحرية ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في البحر الأحمر، في رسالة تؤكد – وفق الحوثي – أن "اليمن حاضر في قلب المعركة، وسيواصل التصعيد حتى يتوقف العدوان على غزة".
وكانت صنعاء قد أعلنت في وقت سابق استهداف حاملة طائرات أمريكية وموقع عسكري إسرائيلي في عسقلان، في إطار ما تسميه "معادلة الردع للدفاع عن الشعب الفلسطيني".
وختم الحوثي كلمته بتجديد دعوته للشعوب العربية والإسلامية إلى "تحمّل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية"، معتبرًا أن "صمت العواصم العربية ومواقفها الباهتة لن تحميها من تداعيات النكسة الكبرى في فلسطين".
وقال: "المعركة في غزة ليست معركة فصيل أو فئة… بل معركة أمة بأكملها، والعدو لا يستهدف غزة وحدها، بل يستهدف هويتنا، ديننا، ومستقبل أجيالنا".

