وصفت صحيفة "معاريف" العبرية، فيه الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة بأنها تتجه لتصبح "فيتنام إسرائيلية"، في إشارة إلى الاستنزاف الطويل وفشل الأهداف المعلنة للحرب رغم مرور أكثر من عام ونصف على انطلاقها.
وقالت الصحيفة، في مقال للكاتب الإسرائيلي أفرايم غانور، إن الحكومة الإسرائيلية تواصل القتال بدافع "الرغبة في الانتقام لا الحكمة"، مشبّهاً الوضع بما عاشته الولايات المتحدة في حرب فيتنام التي استمرت 20 عاماً، وراح ضحيتها أكثر من 58 ألف جندي أمريكي وأربعة ملايين شخص، دون تحقيق نصر واضح.
وأضاف، "في الأسبوع الأخير رأينا بوادر حرب العصابات هذه مع سقوط بضعة جنود واصابة آخرين. 20 سنة، من 1955 حتى 1975، واكثر من 58 الف قتيل، استغرق الامريكيون كي يفهموا بأنهم يقاتلون في حرب خاسرة لا يوجد احتمال للنصر فيها، حرب رهيبة جبت حياة نحو أربعة ملايين نسمة منهم مليونا فيتنامي.
وأشار غانور إلى أنه ورغم التفوقات التكنولوجية وفي ميزان القوى للجيش الأمريكي لم يكن له جواب على حرب العصابات العنيدة التي خاضها الفيتكونغ، والتي دارت أساسا من خلال الانفاق وفي الاحراش والغابات. الفرضية الأساس للامريكيين كانت أن ضغطا مكثفا لقواتهم، يتسبب بقتل واسع بين مقاتلي الفيتكونغ سيؤدي بهم الى الاستسلام. اما الواقع فكان معاكسًا. كان هذا وهما جبى من الولايات المتحدة ثمنا باهظًا جدًا.
وأكد الكاتب أن أهداف الحرب الأساسية، وهي القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى، لم تتحقق، بل إن الواقع الحالي يُظهر تحولاً في أسلوب القتال، مع دخول إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع حرب عصابات تقودها كتائب المقاومة من خلال الأنفاق والمعرفة الدقيقة بأرض المعركة.
وأشار غانور إلى أن حماس، رغم الضربات التي تلقتها، تمكنت من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد المتحمسين، الذين لا يملكون بديلاً سوى القتال ولا هدفًا أقل من الانسحاب، مؤكداً أن استمرار تمركز الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة يعرّض الجنود للمزيد من الهجمات، ويزيد التوتر والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي.
وأكد غانور، أنه كلما تمترس الجيش الإسرائيلي في داخل القطاع وأقام فيه قواعد دائمة تشكل هدفاً مريحاً، هكذا ستزداد قدرات وإمكانيات مقاتلي العصابات الحماسيين لضرب الجنود.
وخلص الكاتب إلى أن "نصراً مطلقاً لن يخرج من هذه الحرب"، وأن إسرائيل باتت في وضع أشبه بـ"الوهم القاتل" الذي عاشته أمريكا في فيتنام.