فلسطين أون لاين

تقرير المجاعة تنهش غزَّة... "معركة يوميَّة" بحثًا عن "لقمة مفقودة"

...
المجاعة تنهش غزَّة... "معركة يوميَّة" بحثًا عن "لقمة مفقودة"
غزة/ نور الدين جبر:

يخوض أكثر من مليوني إنسان في قلب قطاع غزة المحاصر معركة يومية من أجل البقاء، وسط سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي جعلت من الحصول على لقمة العيش تحديًا يفوق الوصف.

لم يعد سلاح التجويع الذي أشهره الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة يحرمهم فقط من حقهم في الحصول على لقمة طعام، بل سلبهم الحق في الحياة الكريمة.

ويهدف الاحتلال من خلال هذه السياسة إلى اخضاع أكثر من مليوني نسمة تحت سيطرته، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية الدولية.

مع بزوغ الشمس كل يوم تبدأ دوامة من التفكير تلاحق الشاب أبو آدم المدهون حول طبيعة الطعام الذي ستتناوله عائلته، فكل الخيارات لديه معدومة بسبب عدم توفر أي أصناف من الطعام.

يقول المدهون بصوت أرهقته الهموم: "نستيقظ ولا نعرف ماذا سنأكل. أحيانًا نقتات على الخبز الجاف، وأحيانًا لا نجد شيئًا".

ويضيف المدهون لصحيفة "فلسطين": "كنا نعيش على بقايا المعلبات المتوفرة لدينا والآن جميعها نفدت، واضطر للوقوف على طابور التكيات الخيرية القليلة التي لا تأتي يوميا، ولا املك لأطفالي شيئا سوى الصبر".

ويؤكد المدهون وهو رب أسرة مكونة من أربعة أطفال ويقيم داخل أحد مراكز الإيواء بمدينة غزة، أن ملامح المجاعة والنحول بدا واضحا في أجساد اطفاله بسبب قلة الطعام المتوفر لديه.

وتساءل بحرقة "إلى متى سنبقى على هذا الحال؟ هل تنتظرون أن يموت أطفالي من الجوع كي تتحرك ضمائركم أيها العرب والمسلمون؟".

هكذا الحال يلازم أيضا المواطنة ختام صلاح التي لا تتوقف عن التفكير اليومي بوجية الطعام التي ستقدمها لعائلتهت المكونة من خمسة أفراد.

تقول صلاح لصحيفة "فلسطين": "دخلنا في مرحلة مجاعة حقيقية، فلا يوجد لدي ما يسد رمق عائلتي، فكل ما أريده هو توفير وجبة واحدة فقط على الأقل بدلا من ثلاث يوميا".

وتوضح أنها تلجأ للجيران أحيانًا طلبًا لقليل من الطحين أو المعكرونة والأرز لإعداد وجبة طعام واحدة لاسكات جوع عائلتها خصوصا الأطفال منهم.

داخل فصل دراسي بجدران متشققة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء تعيش عائلة المصري التي نزحت قسرا من بيت حانون شمال قطاع غزة إلى أحد مدارس الايواء في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

يقول محمد المصري رب الأسرة: "كل ما لدي من أدنى مقومات الحياة من طعام معلبات وبعض البقوليات نفد منذ عدة أيام ولا أملك حاليا ما يسد جوع أطفالي الثلاثة".

ويضيف المصري لصحيفة "فلسطين": "اشعر بالسعادة حينما يتوفر لدي القليل من الطحين والأطعمة المعلبة بعد الحصول عليها من أهل الخير".

ويؤكد أن اعتمادهم شبه الكامل بات على معونات نادرة تصلهم بشكل متقطع أو على تكيات الطعام الخيرية التي تصل في بعض الأحيان إلى المدرسة حيث تتضمن وجباتها العدس أو المعكرونة فقط.

وكان برنامج الاغذية العالمي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اعلنا عن نفاد المخزون المتوفر لديهما من الطحين والمواد الغذائية بشكل كامل.

وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي إن الظروف في غزة مأساوية والناس يتضورون جوعًا هناك.

وأضافت في تصريحات صحفية أن هناك مخاوف من المجاعة في غزة "بسبب عجزنا عن الدخول وتقديم المساعدات"، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة والسماح للعاملين بالمجال الإنساني بالدخول.

من ناحيته قال المفوض العام لوكالة الأونروا ، فيليب لازاريني: تواصل حكومة (إسرائيل) منع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى.

وأضاف لازاريني في تصريحات صحفية "قارب الحصار على إتمام شهرين كاملين، ولا تزال الدعوات لإدخال الإمدادات لا تلقى آذانًا صاغية".

وبأوامر من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أغلق جيش الاحتلال في 2 مارس/ آذار الماضي المعابر المؤدية إلى القطاع أمام المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية والبضائع كما تنصلت سلطات الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي أبرم برعاية مصرية وقطرية وأمريكية.

المصدر / فلسطين أون لاين