وجّه اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، المعروف في الأوساط العسكرية بلقب "نبي الغضب"، انتقادات حادة لأداء الجيش الإسرائيلي في حربه المستمرة ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، معتبرًا أن الجيش فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، وعلى رأسها هزيمة الحركة وإطلاق سراح الرهائن.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، قال بريك إن تصوير الجيش على أنه حقق إنجازات عسكرية "يجافي الواقع"، مضيفًا أن إسرائيل تخوض حربًا "بلا جدوى" تكبدت خلالها خسائر فادحة دون أي تحوّل إستراتيجي حقيقي في غزة.
وأوضح اللواء المتقاعد أن الجيش لا يمتلك القدرة الكافية للسيطرة على المناطق التي يدخلها في القطاع، مما يضطره إلى الانسحاب والعودة مرارًا، وهو ما يؤدي إلى تكرار الاشتباكات وسقوط مزيد من الجنود.
وأضاف أن حركة حماس تحتفظ بقوتها الأساسية وتدير المعركة من شبكة أنفاق لم تُدمر بعد، رغم مرور أشهر على بدء الحرب. وأشار إلى أن أقل من ربع هذه الأنفاق قد تضرر، مؤكدًا أن الأنفاق الممتدة من سيناء إلى غزة ما زالت نشطة وتمرّ عبرها الأسلحة.
خسائر إستراتيجية وتدهور داخلي
واعتبر بريك أن استمرار القتال يُكلف إسرائيل ثمنًا باهظًا على المستويات العسكرية والبشرية والاقتصادية، مؤكدًا أن "الجيش الإسرائيلي في وضعه الراهن لا يمكنه الانتصار على حماس".
وشدّد على أن استمرار الحرب لا يخدم مصلحة وطنية، بل يؤدي إلى تآكل قوة الجيش وتفاقم العزلة الدولية لإسرائيل، وتدهور اقتصادها الداخلي، في وقت يشهد تصاعدًا في الانقسام المجتمعي.
ودعا بريك إلى وقف فوري للأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح الرهائن، معتبرًا ذلك "خيارًا وطنيًا وأخلاقيًا".
كما حذّر من أن التهديدات الحقيقية التي تواجهها إسرائيل لا تقتصر على غزة، بل تشمل تطورات إقليمية أكثر خطورة، من بينها تفاهمات بين تركيا وسوريا، واستعدادات عسكرية في مصر، إضافة إلى تحركات إيرانية وتكثيف تسليح الفصائل المسلحة في المنطقة.
وأكد في ختام مقاله أن إعادة تأهيل الجيش يجب أن تكون أولوية عاجلة تتفوق في أهميتها على مواصلة المعارك في غزة.