فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير نشطاء المخيم.. إمدادات صحفية لقنوات ووسائل إعلامية "دون حماية"

...
نشطاء المخيم.. إمدادات صحفية لقنوات ووسائل إعلامية "دون حماية"
دير البلح/ محمد عيد:

دفعت العمليات الإسرائيلية البرية المتواصلة على شمال مخيم النصيرات، الناشط الشبابي محمد الهور (39 عامًا) إلى نشر الأحداث الإخبارية أولًا بأول عبر صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

ولاحقا انتقل الهور من سكان المخيم الجديد شمال النصيرات إلى النشر عبر صفحة خاصة في "تلغرام"؛ الأمر الذي لقي رواجا واسعا بين أبناء المخيم الذين شجعوه ودفعوه لمواصلة العمل.

وقال: "لقد كان حب المخيم وأبنائه وعائلاته دافعا أساسيا للنشر والمتابعة وهو الأمر الذي تتطور يوما بعد آخر وصولا للعمل الجماعي في النصيرات".

وبجهود شبابية، أنشأت صفحة "مخيم النصيرات" على "تلغرام" وكان الهور (آدمن) ومعتمدا لمصدر الأخبار في شمال المخيم المحاذي لمحور "نيتساريم"، ونظرا لصعوبة الأحداث بين حين وآخر كان يقيم في مستشفى العودة وسط المخيم.

وأضاف: "في بعض الأحيان ونظرا لصعوبة القصف، لم أستطع الذهاب لمنزلي أو النوم فيه"، وفي إحدى المرات سقط قذيفة مدفعية على سطح المنزل الأمر الذي دفعه لإجلاء عائلته لعدة أيام حتى عودة الهدوء إلى حيه السكني.

في تلك الفترة، انتشرت أخبار الناشط الشبابي كـ"النار في الهشيم" وكان مصدرا للمعلومة والصورة والفيديو ما حذا بقنوات فضائية عربية للتواصل معه وأخذ مواده الصحفية.

وتابع: "كانت تلك الفضائيات تطلب (إذن) الحصول على الصورة دون كتابة المصدر ونسبها لها ودون عائد مادي أيضا".

"على أية حال لا نرغب بالعائد المادي، لكن هذا تعب وجهد وسط القصف والصواريخ"، يكمل الهور الذي يلقى بعتابه على الاتحادات والفضائيات التي لا تهتم بنشطاء المخيم "مصدر المعلومة أول بأول".

يستذكر صعوبة الأيام والأحداث في منطقة المخيم الجديد شمال النصيرات، ولم تسطع أية قنوات أو مراسلين الوصول إليه، "حينها كنت أنا وبعض الشباب مصدر المعلومة والفيديو".

يستحضر هنا زميله الصحفي سائد نبهان الذي ارتقى برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيته الصحفية في المخيم الجديد، "سائد كان متعاونا مع بعض الوسائل الإعلامية.. لماذا لا تعترف به هذه الوسائل بأنه كان مصدرا أساسيا لموادها وأخبارها الحصرية؟!".

غياب التغطية

في مخيم المغازي شكل غياب وسائل الإعلام عن تغطية الأحداث والمجازر الإسرائيلي في المخيم الواقع وسط القطاع، دافعا أساسيا للناشط محمد مهاوش (35 عاما) لإنشاء صفحة "المغازي الآن" عبر "تلغرام".

يشكو هنا من سياسية إدارة "فيسبوك" في حذف المحتوى الفلسطيني وتقيد الوصول إليه، مستدلا بحذف صفحته الشخصية الإخبارية وصفحة المخيم أيضا.

وبجهود فردية خلال الحرب، بدأ النشطاء يتعاونون معه في بعض مناطق المخيم دون كله بسبب نزوح سكان المناطق الشرقية، كما انتشرت الصفحة في "تلغرام" بين أبنائه بسرعة هائلة.

قال: لقد كان المخيم كغيره من مناطق القطاع يتعرض لمجازر وإبادة جماعية، لكن دون تغطية صحفية واسعة.

وأضاف: لقد كنا (النشطاء) مصدر المعلومة والصورة والفيديو لوسائل إعلامية عربية وخاصة خلال القصف الإسرائيلي ليلا على منازل الموطنين وأثناء العملية البرية العسكرية على المخيم.

يعبر الناشط الشبابي عن انزعاجه من غياب وسائل الإعلام عن تغطية الأحداث في المخيم، كما يعبر عن انزعاجه أيضا من غياب الدعم الإعلامي لشبكة النشطاء في المخيم.

تتشابه تلك الظروف التي يعيشها نشطاء مخيم المغازي مع زملائهم في مخيم النصيرات، ويستذكر هنا النشطاء الشهداء أمجد كلاب، حازم سمعان الذين ارتقوا في هذه الحرب المستمرة حتى اللحظة.

يأمل الناشطان الهور ومهاوش من الأجسام الصحفية والقنوات الفضائية العربية إمداد "نشطاء المخيم" بمعدات السلامة والصحافة والكاميرات الحديثة بدلا من هواتفهم الشخصية  وصولا لرعاية أسرهم في حال ارتقاء أحدهم شهيدا أثناء المهمات الصحفية.

ويبلغ عدد الشهداء الصحفيين منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، 211 شهيدا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

وتكررا أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن انزعاجها إزاء الاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء واجبهم، واصفة ذلك بـ"جريمة حرب".

المصدر / فلسطين أون لاين