فلسطين أون لاين

"حلمي"..."شظيَّة " تسدل السِّتار على قصَّة صحفيّ واعد

"حلمي"..."شظيَّة " تسدل السِّتار على قصَّة صحفيّ واعد
"حلمي"..."شظيَّة " تسدل السِّتار على قصَّة صحفيّ واعد
فلسطين أون لاين

لم يكتمل التحول الذي بدأه الشهيد الصحفي حلمي الفقعاوي في عمله الصحفي وتوجهه لمجال التصوير وإنتاج فيديوهات عن الأحداث الجارية خلال حرب الإبادة على غزة، ليرتقي شهيدا تاركا وراءه حلمًا بنقل الصورة للعالم أجمع.

فالشهيد الفقعاوي (٢٣ عاما) منذ أتم دراسته للصحافة والإعلام من جامعة الإسراء بغزة تخصص في العمل الصحفي المكتوب متنقلا بين عدة مؤسسات كان آخرها وكالة "فلسطين اليوم"، فبين "ديسك التحرير" ووراء شاشة الحاسوب كان يؤدي مهام عمله الصحفي.

لكنه كان يهوى التصوير ويرغب بأن يشارك في نقل صورة ما يجري في غزة للعالم أجمع لكنه لم يستطع كسر حاجز الخجل لينتقل من الكتابة الصحفية للتصوير سوى قبيل أسبوعين من استشهاده.

يقول جاره وصديقه الصحفي محمد الحداد: "كان التحاق حلمي بالعمل الصحفي بمجرد تخرجه حيث تدرب في عدة مجالات صحفية منها الكتابة والإلقاء الصوتي وهنا كان تعارفنا... وكان قبلها وهو فتى كلما رآني في الشارع بحكم الجيرة يخبرني أنه يحلم بأن يكون صحفيا مثلي".

ومرت السنوات صراعا ليصبح الفقعاوي والحداد زميلان في شبكة اعلامية واحدة وتتوطد علاقة الصداقة بينهما، وترافق الصديقان في مخيمات الصحفيين في مستشفى ناصر في خانيونس بشكل أساسي مع بعض التنقل في مستشفيات أخرى أثناء اجتياح الاحتلال الإسرائيلي للمدينة.

يضيف الحداد لصحيفة "فلسطين": " نزحنا بعضا من الوقت ثم عدنا لمستشفى ناصر التي بدأنا منها تغطيتنا الصحفية منذ بداية الحرب، ففيها كانت البداية والنهاية بالنسبة لـ " حلمي".

ويتابع: " كان حلمي يتحلى بالأدب الجم والرزانة، وكان يخبرني عن حلمه بأن ينتج فيديوهات مصورة تنقل ما يحدث من إبادة للعالم ليقينه بأن الصورة أكثر تعبيرا واسهل في الفهم بالنسبة لشعوب العالم المختلفة".

ولكن الفقعاوي كان ينقصه بعضا من الجرأة التي تؤهله للعمل المصور بعيدا عن عمله المعتاد خلف الشاشات، لكنه قبيل أسبوعين فقط من استشهاده كسر هذا الحاجز وأعد فيديوهات مصورة حازت على عدد مشاهدات قياسي، واحدها تناقلته العديد من وسائل الإعلام.

وكان الشاب سعيدا جدا بخوضه غمار التصوير والتفاعل الكبير مع الفيديوهات التي أنتجها، "حدثني عن ندمه لعدم خوض تجربة التصوير منذ بداية الحرب، لانه وجد فيها وسيلة اسرع لنقل صورة ما يجري للعالم".

كان اللقاء بين الحداد والفقعاوي يوميا، " نحن نبيت في مشفى ناصر، بيت اهل حلمي قصف خلال الحرب، ولم يكن يلتقي بهم كثيرا، بينما كنا في المشفى  نعيش سويا كأننا اسرة واحدة".

وكانت اللحظات الأخيرة لـ " الفقعاوي" والحداد حديث عابر قبيل الذهاب لتناول طعام العشاء في الخيام الخاصة بهم عن إنجازاته في مجال التصوير، "شجعته كثيرا على المضي في عمله في إنتاج الفيديوهات، ثم مضى كل منا لخيمته".

لم يكد يمضى نصف ساعة على هذا اللقاء حتى سمع الحداد صوت قصف قريب ليخرج لاستطلاع الأمر فيجد أن الخيمة التي كان فيها الفقعاوي قد استهدفت، وقد استشهد على الفور إثر إصابته بشظية من الصاروخ ليسدل الستار على قصة صحفي شاب طموح ومثابر.

اخبار ذات صلة