تشير معطيات استطلاع جديد أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي إلى أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون بوجود خطر حقيقي لاندلاع حرب أهلية (58% من اليهود، 69% من العرب). وحدهم اليمينيون أظهروا غالبية (68%) لا تشعر بالقلق من هذا السيناريو.
وحسب ما نشر موقع "معاريف" اليوم الأحد، يرى 37% من الإسرائيليين أن "الدولة العميقة" تعرقل تنفيذ السياسات، وهي النسبة نفسها تقريبًا لمن لا يخشون من الحرب الأهلية. المفارقة أن من يخاف من الأولى، لا يخاف من الثانية، والعكس صحيح.
رئيس المحكمة العليا الأسبق أهارون باراك حذر من اقتراب البلاد من "حرب أهلية"، وهو تحذير وصفه 27% من الإسرائيليين بأنه دقيق، بينما وافق 33% عليه جزئياً باعتبار أن "الخطر حقيقي"، لكن باراك ربما بالغ في وصفه.
من جهة أخرى، قال 37% إنهم يتفقون مع تصريح نتنياهو بأن "الدولة العميقة" تستخدم القضاء لإحباط إرادة الناخبين، بينما اعتبر 40% أنه مخطئ، و19% رأوا أن المشكلة تكمن في "اختلال التوازن بين السلطات"، دون وجود "دولة عميقة" فعلاً.
تُظهر هذه النتائج انقساماً حاداً في إدراك الواقع داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تحدد المواقف السياسية تفسير الناس لما يحدث حولهم. البعض يرى خطراً داخلياً يهدد كيان الدولة، وآخرون يرون في القضاء خصماً سياسياً مقنعاً.
وفي ظل غياب التوافق حول ما إذا كنا "قريبين من حرب أهلية" أو ما إذا كانت هناك "دولة عميقة"، يصبح من شبه المستحيل إجراء نقاش عام عقلاني، فالنقاشات لا تدور حول الحلول، بل حول الواقع نفسه.