فلسطين أون لاين

رمضان الأشرم... رصاصة إسرائيليَّة غادرة حرمته رؤية مولوده

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
فلسطين لأون لاين

في لحظة خطفت منه نور عينيه، يقبع الشاب رمضان الأشرم، البالغ من العمر 26 عامًا، في زاوية من الألم والانتظار، بعدما أصيب برصاصة قناص إسرائيلي خلال عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة.

في السادس والعشرين من شهر ديسمبر من عام ٢٠٢٣، كان الأشرم الذي يقطن في حي الصبرة بغزة، في طريقه برفقة شقيقه إلى منزل شقيقته في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، لجلب بعض الاحتياجات الأساسية لعائلته، في ظل الظروف المعيشية القاسية والحصار الخانق، لم يكن يعلم أن هذه الخطوة البسيطة ستكون مفصلية في حياته.

يقول لصحيفة "فلسطين": "رصاصة واحدة كانت كفيلة بقلب موازين حياتي"، فقد استقرت الرصاصة في وجهه، دخلت من فوق عينه اليسرى وخرجت من اليمنى، لتطفئ نور عينيه إلى الأبد.

لحظة قاسية، لم تحرمه فقط من بصره، بل من أحلامه، من عمله، من حياته الطبيعية، ومن حضن مولوده الذي كان ينتظر قدومه بشوق.

ويتابع الأشرم حديثه: "ضيق الحال هو ما دفعني للمجازفة، وبعد أن انتهيت خرجت من العمارة انتظر شقيقي في الشارع، فلم أشعر بنفسي إلا بعد سقوطي ارضًا ونافوة دم تخرج من رأسي، تحسست مكان الاصابة فوجدت أن رصاصة فجرت رأسي، بت أنادي على شقيقي خوفا من أن تصوب ضده اي رصاصة فتصيبه في مقتل".

زحف ودمه ينزف وصل لداخل العمارة وبعد أن هدأ الوضع، استند على كتف شقيقه محاولا السير مشيا على قدميه حتى يتجاوز منطقة الخطر حتى شعر أن دمه صفي من جسده وبعدها نقل إلى المستشفى الأردني ليتم عمل إسعاف أولي ومن ثم نقل إلى مستشفى الشفاء قبل خروجه عن العمل.

ويشير الأشرم إلى أن وضعه الصحي كان صعبا كون الإصابة كانت مباشرة وقد أدت إلى فقد النظر في عينيه، ولكن اليسرى أخبره الأطباء أنه يمكن إنقاذها في حال ممكن من السفر واجري له عملية جراحية فيمكن من خلالها استعادة جزء بسيط من نظره.

يكمل: " كنت احلم بأن احمل ابني بين ذراعي وأراه يكبر أمام عينيي. لكني الآن لا استطيع حتى رؤيته، فقد جاء إلى الدنيا بعد خمسة أيام من اصابتي".

ينتظر الأشرم فتح المعبر بفارغ الصبر للسفر وتلقي العلاج، على أمل أن يستعيد ولو جزءًا بسيطًا من بصره، ليشبع قلبه بنظرة واحدة لطفله.

ويتحدث عن معاناته المتجددة مع استئناف الحرب الاسرائيلية، والنزوح القسري المتكرر من مكان لآخر، وحاجة زوجته لحمل الحقائب وطفلهم الصغير، فيحتاج إلى من يمسك يده ويساعده.

الأشرم كان شابًا بسيطًا يعمل موزعًا للمواد الغذائية يسعى لتأمين حاجات أسرته وسط العدوان والقصف والخطر، واليوم، يقف مثالًا حيًا على معاناة المدنيين في غزة، الذين يدفعون أثمانًا باهظة في حرب لا ترحم.

وفي ظل صمت المجتمع الدولي وتفاقم الأوضاع الإنسانية، يعلّق الأشرم آماله على معجزة، وعلى أن يرى فلذة كبده يومًا، وأن يعود إلى حياته الطبيعية، إن قُدر له ذلك.

اخبار ذات صلة