في مقال نُشر بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، انتقد مايكل ميلشتاين، الضابط الإسرائيلي السابق ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، ما وصفه بـ "غياب الإستراتيجية" في إسرائيل، في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
وفي تحليله، اعتبر ميلشتاين أن إسرائيل دخلت مرحلة أصبحت فيها الحرب "حقيقة دائمة" وليست وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو أمنية واضحة. واصفًا الحكومة الحالية بأنها "تحافظ على الصراع" دون تحديد هدف واضح أو إطار زمني، بل تواصل إدارة الأزمات العسكرية في غزة ولبنان وسوريا، وتستعد لاحتمال مواجهة مع إيران دون أن تُطرح تساؤلات أساسية حول الأهداف أو التكلفة المتوقعة.
وأشار إلى أن غياب الإستراتيجي أدى إلى اعتماد القيادة الإسرائيلية على “أوهام” لا تستند إلى واقع، أبرزها الحلم بتحقيق “نصر مطلق” على حركة حماس عبر القوة العسكرية، أو تنفيذ “خطة ترامب” لإعمار غزة دون وجود شريك دولي فعّال، أو حتى الاعتقاد بأن سحق المخيمات في الضفة سينهي الذاكرة الوطنية الفلسطينية
وهاجم ميلشتاين ما وصفه بتحوّل الحكومة إلى "إدارة أزمات دائمة"، تُخوض عمليات عسكرية في غزة ولبنان وسوريا، وتتهيأ لاحتمال مواجهة مع إيران، من دون أي نقاش علني حول الأهداف أو التكاليف، سواء أمام الجمهور أو صناع القرار.
واستعرض ميلشتاين أيضًا الأوهام المتعلقة بمسار التطبيع مع الدول العربية، معتبرًا أن صناع القرار في إسرائيل يتجاهلون الحقائق على الأرض، مثل رفض المملكة العربية السعودية التطبيع مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية. كما حمل ميلشتاين الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن العودة إلى "النزعة الاستيطانية" التي تعتقد أن "العرب لا يفهمون إلا إذا أُخذت منهم أراض"، وهي سياسة وصفها بأنها غير مجدية وقد فشلت في الماضي، خصوصًا بعد حرب 1967.
وفيما يتعلق بفهم إسرائيل لخصومها، أشار ميلشتاين إلى أن القيادة الإسرائيلية تستخف بكل من حماس وحزب الله وإيران، متجاهلة جوهر منطقهم وهويتهم. واعتبر أن العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد هذه الأطراف لا تنجح في إنهاء الصراع، بل تتسبب في المزيد من الاستنزاف.
كما أبدى ميلشتاين تشككه في قدرة القيادة الحالية على صياغة استراتيجية فعالة للمستقبل، مشيرًا إلى أن "من كان مسؤولًا عن كارثة 7 أكتوبر لا يمكن أن يكون هو من يصوغ المستقبل".
وأضاف أن الاعتبارات السياسية للبقاء في السلطة في إسرائيل قد تتفوق على المصلحة الوطنية، داعيًا الحكومة إلى تبني إستراتيجية واضحة تقدم أهدافًا محددة وتقديم تفسير صريح للشعب الإسرائيلي حول الأهداف العسكرية.
كما طالب الجمهور الإسرائيلي بأن يدرك أن "النخبة الحاكمة قد تسببت في أضرار جسيمة نتيجة الأوهام"، مشددًا على ضرورة إقرار واقع جديد بعيدًا عن الشعارات الزائفة.