فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير على حافة المجاعة.. غزة تختنق تحت وطأة الحصار

...
غزة/ محمد الأيوبي:

يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية متفاقمة، فالأسواق أصبحت شبه خاوية من السلع الأساسية، في حين شهدت الأسعار ارتفاعًا جنونيًا، ما جعل تأمين الغذاء اليومي تحديًا مستحيلًا لمعظم العائلات التي فقدت أبسط مقومات الحياة.

يأتي ذلك مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر، ما يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني باتوا على شفا المجاعة، وسط تحذيرات دولية وأممية من كارثة وشيكة من جراء استمرار (إسرائيل) في ممارسة سياسة التجويع بحق سكان القطاع.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ 2 مارس/آذار الماضي، إغلاق معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع.

الغلاء طال كل شيء

"والله لو كنا نعيش في باريس ما وصلت الأسعار إلى هذا الحد من الغلاء"، بهذه الكلمات عبّرت السيدة منال السوسي، وهي أم لستة أطفال، عن استيائها من تدهور الأوضاع الاقتصادية، بعدما غادرت سوق الصحابة الشعبي، وسط مدينة غزة، خالية الوفاض.

وتضيف السوسي بحسرة لصحيفة "فلسطين": "لا أعرف ماذا يمكن أن أطعم أطفالي، الغلاء طال كل شيء. جئت لأشتري بعض المستلزمات للمنزل، لكن لم أستطع شراء أي شيء. حتى المعلبات التي كنا نعتمد عليها باتت بأسعار فلكية".

السيدة أم علي عفانة، وهي أم لأربعة أطفال من سكان مدينة غزة، كانت تقف أمام بسطة خضار، لكن الأسعار حالت دون تمكنها من شراء شيء.

تقول لـ"فلسطين": "الغلاء فاحش، لم أعد قادرة على شراء أي نوع من الخضار. الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وقدرتي الشرائية تكاد تكون معدومة. زوجي بلا عمل منذ بدء الحرب، ونحن نعتمد كليًا على المساعدات الغذائية والتكيات لتوفير قوت أطفالي".

وتضيف بأسى: "منذ بداية شهر رمضان لم أتمكن من شراء أي نوع من الخضار، بعدما كنا ننتظر هذا الشهر ليكون شهر الخير والعطاء. منذ أكثر من شهر، نعتمد على المعلبات التي حصلنا عليها كمساعدات خلال فترة التهدئة. تأمين وجبة خضار واحدة لأطفالي قد يكلفني مئة شيكل، وهو مبلغ لا يمكننا تحمله".

أسواق فارغة

أما أحمد الهندي، فقد أوضح أن الأسواق أصبحت شبه فارغة، قائلاً: "نبحث عن أي شيء لنطعمه لأطفالنا، لكننا لا نجد. كل شيء أصبح مفقودًا، وحتى المعلبات من فول وحمص غير متوفرة، وإن وجدت تكون بأسعار خيالية. بعد أيام، سينتهي ما كان لدي من طعام ادخرته للأيام الصعبة، ونخشى أن تعود المجاعة ونجد أنفسنا عاجزين عن توفير الغذاء لأطفالنا".

وأشار الهندي إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني ليس فقط بسبب قلة المعروض، ولكن أيضًا بسبب "جشع التجار الذين يستغلون الأزمة لتحقيق أرباح طائلة"، وهو رأي يشاركه العديد من المواطنين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في توفير احتياجاتهم اليومية.

بضائع شحيحة

في المقابل، يوضح بلال معروف، وهو صاحب بسطة لبيع الخضار، أن "الأسعار ارتفعت بشكل كبير بسبب عدم توفر أراضٍ زراعية منتجة، في ظل إغلاق المعابر ومنع دخول البضائع". ويشير إلى أن "الكميات المتوفرة من الخضار في الأسواق قليلة جدًا، ومعظمها يأتي من مصادر شحيحة وبأسعار مرتفعة، ما يجعل التكلفة على المستهلك لا تطاق".

أما إياد حرز، وهو صاحب بسطة صغيرة، فيقول بحسرة: "لم يعد هناك ما أبيعه للناس، فالتجار أنفسهم لا يملكون بضائع بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول السلع". ويضيف: "بدأ الوضع يتدهور منذ إغلاق المعابر قبل نحو شهر، والآن وصلنا إلى مرحلة كارثية. كنا نعتمد على شراء كراتين الكابونات وبيع محتوياتها للناس، لكن حتى هذه لم تعد متوفرة، وما بقي من سلع تُباع بأسعار باهظة تفوق قدرة الجميع".

في هذا السياق، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن الإمدادات الإنسانية داخل القطاع على وشك النفاد، مؤكدًا أن برنامج الأغذية العالمي لا يغلق مخابزه للتسلية.

كما أدان المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، حملة التجويع التي تمارسها (إسرائيل) ضد المدنيين في غزة. وحث المقرر الأممي الدول على ممارسة ضغوط على (إسرائيل) وفرض عقوبات عليها لدفعها إلى التوقف عن ممارساتها التي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني.

المصدر / فلسطين أون لاين