أكد مصدر أمني حكومي في قطاع غزة أن وزارة الداخلية والأمن الوطني عازمة على ملاحقة واعتقال مرتكبي جريمة قتل الشرطي إبراهيم شلدان في دير البلح، مشددًا على أنهم لن يفلتوا من العقاب، وأن الوزارة ستتخذ بحقهم الإجراءات القانونية اللازمة لضمان تحقيق العدالة.
وقال المصدر لصحيفة "فلسطين": "في وجود التحديات الأمنية الراهنة التي يواجهها قطاع غزة، تتجلى محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لزعزعة الاستقرار الداخلي من خلال دعم الفوضى واستهداف الأجهزة الأمنية بمساعدة بعض المرتزقة والمأجورين. وتظهر الأحداث الأخيرة في دير البلح هذا النهج بوضوح، فقد استُهدف ضباط الشرطة الفلسطينية بطرق متعددة".
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تقويض الاستقرار الداخلي في قطاع غزة من خلال استهداف الأجهزة الأمنية ودعم العناصر الخارجة عن القانون. وأضاف: "يهدف هذا النهج إلى إشغال المجتمع الفلسطيني بصراعات داخلية، ما يضعف مناعته ضد الاعتداءات الخارجية ويشتت جهده في مقاومة الاحتلال، بالإضافة إلى ذلك، يهدف الاحتلال إلى تشويه صورة الأجهزة الأمنية أمام المواطنين، مما يخلق فجوة بين الشعب ومؤسساته الأمنية".
وأكد المصدر أن مخططات الاحتلال ومن يعمل معه ستفشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه، "لقد تكرر ذلك مرارًا وكان الفشل مصيرهم جميعًا".
وعن جريمة إعدام الشرطي إبراهيم شلدان في دير البلح، أكد أنها تمثل اعتداءً صارخًا على سيادة القانون والنظام العام، وتدمر النسيج الاجتماعي الفلسطيني. وشدد المصدر على أن مثل هذه الجرائم تؤدي إلى زعزعة ثقة المواطنين في مؤسساتهم الأمنية، وتفتح المجال أمام تصاعد الفوضى والعنف. في مواجهة ذلك، أوضح أن وزارة الداخلية والأمن الوطني باشرت باتخاذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبي الجريمة، وأنها لن تسمح بالمساس برجال الأمن أو التعدي على سيادة القانون.
وعن استهداف الاحتلال لمقر الشرطة في دير البلح بالتزامن مع جرائم ارتكبتها عناصر خارجة عن القانون، أشار المصدر إلى أن ذلك يشير إلى محاولة متعمدة لإضعاف الأجهزة الأمنية وخلق حالة من الفوضى. وتابع: "هذا التقاطع في الأدوار بين الاحتلال والمنفلتين يبرز استراتيجية الاحتلال في استغلال النزاعات الداخلية لتحقيق أهدافه"، مشيرًا إلى أن قصف الاحتلال لعناصر الشرطة أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم اثنان من ضباط الشرطة وطفل، تضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت قوات الأمن الفلسطينية.
وبشأن ترويج الاحتلال لضعف السيطرة الأمنية في غزة، أشار المصدر إلى أن ذلك يأتي في إطار محاولات الاحتلال الفاشلة لتشويه صورة الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتقليل من جهودها في حفظ الأمن والنظام. ورغم التحديات الكبيرة، بما فيها الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال ودعم الخارجين عن القانون، تواصل الأجهزة الأمنية القيام بواجبها الوطني بكفاءة واقتدار، وتثبت قدرتها على التعامل مع التحديات والحفاظ على الاستقرار، والميدان يفهم ما نقول.
