تعمدت قوات الاحتلال الصهيوني تدميرَ وتخريبَ المؤسسات الرياضية في قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الهمجية التي تشنُّها منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ضاربةً عرض الحائط بكلّ القوانين والمواثيق الدولية الصادرة عن اللجنة الأولمبية الدولية.

ودمرت قوات الاحتلال أكثر من 265 منشأة رياضية، كان من بينها "النادي الأهلي الفلسطيني"، الواقع في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة.

ويُعد النادي الأهلي من أضخم وأعرق الأندية في قطاع غزة، حيث يمتلك مرافق ومنشآت رياضية متكاملة، بما في ذلك صالة مغطاة، واحتفل قبل عامين بمرور 40 عامًا على تأسيسه. الجدير بالذكر أن النادي حصل على لقب بطولة الدوري الممتاز عام 1981، ومثَّل فلسطين في البطولة العربية بمدينة الإسكندرية المصرية عام 1987.

وتعرض النادي لتدمير شبه كلي، ولن يتمكن من تقديم خدماته للجمهور ومنتسبيه في الفترة القادمة، بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به من جراء قصف مبانيه وقاعاته وملعبه ومحلاته التجارية.

وفي هذا الصدد، قال عضو مجلس إدارة النادي عبد الله مطر لـ "فلسطين أون لاين": "الأضرار التي لحقت بالنادي كبيرة جدًا، خاصة بعد قصف المبنى الرئيسي بصواريخ الـ(F-16)، إضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة منه خلال العملية البرية. وما تبقى من المنشآت سيتم إزالته لأنه أصبح غير صالح للاستخدام، وتبلغ قيمة الخسائر ما يقارب المليون دولار أمريكي."

وأوضح مطر أن النادي كان يتكون من مبنى رئيسي مكون من أربعة طوابق، يشمل غرفًا فندقية وصالة للألعاب الرياضية (الجيم)، وقاعة اجتماعات مجهزة بالكامل، بالإضافة إلى مبنى آخر يحتوي على صالتين للأفراح، وملعب كرة قدم داخل صالة مغطاة، ومحلات تجارية.

وأضاف: "كان النادي يخدم شريحة كبيرة من المجتمع، حيث كان يتوافد عليه الآلاف على مدار العام، سواء على الصعيد الاجتماعي من خلال استخدام مرافقه، أو على الصعيد الرياضي بممارسة الألعاب المختلفة."

وأشار إلى أن النادي يضم نحو 200 لاعب في ألعاب متنوعة، مثل كرة القدم والبيسبول والألعاب القتالية والملاكمة، بالإضافة إلى المئات من المنتسبين والمحبين والمشجعين.

من جانبه، استنكر رئيس مجلس الإدارة الدكتور صلاح طينة استهداف النادي من قبل قوات الاحتلال، مؤكدًا أنه منشأة رياضية تخدم المجتمع، وخاصة فئة الشباب. وطالب بمحاسبة الاحتلال في المحافل الدولية لوقف جرائمه المستمرة.

ووعد الدكتور طينة بالعمل على إعادة بناء النادي، من خلال التواصل مع الجهات المختصة، حيث سيتم إعداد ملف خاص ومخطط كامل لتقديمه إلى الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية، لإعادة تأهيل النادي وبنائه من جديد بشكل أفضل مما كان عليه.

يذكر أن النادي قدَّم العشرات من الشهداء على مدار تاريخه، منهم خمسة لاعبين استشهدوا خلال الحرب الحالية، وهم: محمد بركات، وأنس عقيلان، وأحمد أبو العطا، وكارم الكحلوت، ومحمد الباز، بالإضافة إلى عضو مجلس الإدارة والمشرف الرياضي أشرف الغرباوي.