فلسطين أون لاين

​تخوف مزارعي المناطق الحدودية من رشّ الاحتلال المبيدات الكيماوية

...
غزة - رامي رمانة

يترقب مزارعون في قطاع غزة، شروع سلطات الاحتلال برش مبيدات كيماوية للأعشاب على الأراضي الزراعية المحاذية للشريط الحدودي حتى يتسنى لهم زراعة أراضيهم الواقعة على بعد100 متر من الخط الفاصل.

ويربط الاحتلال عملية الرش بهطول كميات وفيرة من الأمطار، الأمر الذي يثير القلق عند المزارعين من تأخر موسم الأمطار وبالتالي فوات فرصة زراعة أراضيهم بمحاصيل حقلية كما العام الماضي.

ودأبت سلطات الاحتلال منع المزارعين الاقتراب من أراضيهم مسافة 300 متر من الخط الفاصل، مدة 15 عاماً قبل أن تسمح لهم قبل عامين من زراعة أراضيهم في نطاق 200 متر، ضمن مشروع تشرف عليه مؤسسة الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة.

ويخشى المزارعون من تأثر مزروعاتهم بالمبيدات التي ترشها طائرات الاحتلال على طوال الأراضي المتاخمة للحدود الواقعة في أراضي 48، ولهم في ذلك تجارب سابقة، إذ تكبدوا خسائر مالية كبيرة.

والعام الماضي، تسبب الاحتلال الإسرائيلي في تلف نحو 4 آلاف دونم في المناطق الحدودية القريبة.

ومخاطر رش المبيدات تفضي إلى قتل المحاصيل، وعدم قدرة الأرض على إنبات البذور المزروعة فيها، كما يجهل المزارعون والمختصون بماهية تلك المبيدات وعدم معرفة مكوناتها.

وبين عضو لجنة المزارعين في المنطقة الحدودية سلامة مهنا، أن الاحتلال منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم منذ عام 2000 وحتى عام 2015.

ويضيف مهنا الذي يمتلك 30 دونماً زراعياً في المنطقة الحدودية شرقاً، أنه يزرع في الوقت الراهن 12 دونمًا غرب شارع "جكر" بالخضروات، فيما المساحة الواقعة شرق الشارع بانتظار سقوط الأمطار لزراعتها بمحصول القمح.

وأشار إلى أن الصليب الأحمر نسق مع الاحتلال الإسرائيلي للسماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم القريبة من خط التماس، منوهاً إلى أن الصليب الأحمر زوده ببذور وأسمدة لزراعة 5 دونمات فقط بمحصول القمح.

ويرغب "مهنا" بمضاعفة المساحة بمحصول القمح مستفيداً من بذور مخزنة لديه سابقاً، ليحوله إلى دقيق لإطعام عائلته التي تعداد أفرادها 14.

وأشار إلى أن الدونم الواحد من القمح يعطي 350-380 كيلو دقيق.

بدوره قال المزارع صالح أبو هداف: إن المزارعين لم يتمكنوا العام الماضي من زراعة أراضيهم الحدودية بسبب رش الاحتلال المبيدات الزراعية.

ولفت إلى توجه المزارعين الموسم الحالي لوزارة الزراعة لبحث مشكلة تخوفهم من تسمم مزروعاتهم بالمبيدات الإسرائيلية، والتي بدورها تواصلت مع الصليب الأحمر في هذا الشأن.

ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أخبر الصليب بأنه يربط رش المبيدات بسقوط كميات كبيرة من المياه في الأراضي الواقعة تحت نفوذه الأمر الذي يجعل المزارع الفلسطيني "تحت رحمة المحتل".

ونوه أبو هداف إلى أن المبيدات التي يستخدمها الاحتلال تنتقل بفعل الرياح إلى مساحة تتعدى الكيلو متر مما تترك تأثيرات سلبية على بقية المزروعات الأخرى.

بدوره قال مدير زراعة رفح جنوب قطاع غزة أكرم أبو دقة، إن الاحتلال الإسرائيلي سمح لمزارعي المناطق الحدودية الواقعة إلى الشرق من "شارع جكر" بتسويتها تمهيداً لزراعتها، تحت إشراف منظمة الصليب الأحمر.

ومنع الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب 2014 المزارعين من الاقتراب من أراضيهم الحدودية، واكتفوا بزراعة المناطق التي تقع غرب "شارع جكر".

وشارع "جكر" ترابي، ويحمل اسم مصطلح شعبي يعني تحدي أمر واقع، هو بمثابة مواجهة للسياسة الإسرائيلية، التي سعت وتسعى لفرض منطقة عازلة، وتهجير سكان شرق القطاع.

وبين أبو دقة لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال اشترط على المزارعين عدم الاقتراب مسافة 100 متر من الخط الفاصل، ليبقى للمزارعين مسافة 200 متر لزراعتها.

وتبلغ المسافة الفاصلة بين خط التماس شرقاً وشارع جكر غرباً نحو300 متر.

ونوه إلى الانتهاء من تسوية الأراضي في منطقة الفخاري ورفح تمهيداً لزراعتها في فصل الشتاء بمحاصيل حقلية.

وعادة ما يتم زراعة المحاصيل الحقلية من القمح والشعير في أكتوبر ويحصد الإنتاج مطلع مايو من كل عام.

وأكد مدير زراعة رفح على أن هذه الخطوة مهمة جداً إذ تمكن المزارعين من الاستفادة من 10 آلاف دونم على طول الحدود ما يرفع من معدل الدخل الفردي للمزارع، ويسهِم في تحسين الأمن الغذائي، كما يسهِم ذلك في زيادة الرقعة الزراعية في القطاع الذي يعاني تكدساً سكانياً، وارتفاعاً في معدلات الفقر والبطالة.

وتعمّد الاحتلال الإسرائيلي خلال حروبه العدوانية العسكرية الثلاث استهداف الأراضي الزراعية وقصفها بمئات القذائف، الأمر الذي أدى لتدمير مئات الدونمات من الأشجار وتحويل الأراضي لمناطق غير صالحة للزراعة، وتكبيد أصحابها خسائر باهظة.