يا أهل غزة، لا يلوم بعضكم بعضاً، ولا تحملوا أنفسكم فوق طاقتها من نقد وسؤال، ولوموا الواقع العربي والدولي، وإن كان هناك ضرورة للحراك والتغير، فليكن التغيير في المحيط العربي والفلسطيني، وعلى هذا يجب العمل، ولهذا يجب التحريض والنقد المتواصل، يجب أن يتغير الواقع القيادي العربي والفلسطيني، وبالشكل الذي يخدم الأمة العربية المهانة بالإهمال قبل أن يخدم قضية العرب الأولى.
فيا أهل غزة المعذبون بالتخاذل والقصف، لا تخذلوا تضحياتكم، ولا تلوموا أبطالكم، رجال المقاومة، ولا تتنكروا لتاريخكم وتجاربكم الطويلة والمريرة في مواجهة عدوكم، فلا تجلدوا حاضركم الذي أربك حسابات المتربصين بكم، واحرصوا على عدم فقدان بوصلة مستقبلكم، فأنتم قدوة الأمة بدمائكم النازفة، وأنتم محط أنظار شعوب العالم، وهم يتعلمون عشق الأوطان منكم، وقد لمعت عيونهم ببريق الإعجاب والفخر بصمودكم، وفاضت عيونهم بدموع التعاطف مع مصابكم ومعاناتكم.
يا أهل غزة، يا أهل التضحية وفجر النضال، لا تستخفوا بقدراتكم، وأنتم من اقتحم المحال، فإياكم، ثم إياكم أن تخذلوا أولادكم الأبطال.
يا أهل غزة، يزعم أعداؤكم بأن مواصلة ذبحكم بالسكين الصهيونية ستجبركم على الخروج من دينكم، والخضوع إلى ذل السؤال، والتجرد من شرفكم، وخذلان الأبطال، كي يواصل التربع على صدر القرار حفنة من الأنذال!