فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير إشادة عربيَّة واسعة بالموقف اليمنيِّ في نصرة غزَّة وكسر الحصار

...
إشادة عربيَّة واسعة بالموقف اليمنيِّ في نصرة غزَّة وكسر الحصار
عواصم- غزة/ محمد الأيوبي- نور الدين صالح:

أثار الموقف اليمني الداعم لقطاع غزة إشادة واسعة من شخصيات سياسية ودينية عربية، معتبرين أنه يعكس التزامًا راسخًا بالقضية الفلسطينية، رغم التحديات التي تواجهها صنعاء. وأكدوا أن اليمن، برغم ظروفه الصعبة، يواصل الوقوف في الصفوف الأولى دفاعًا عن غزة والشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار والتجويع الإسرائيلي.

وأمس، قال زعيم حركة أنصار الله اليمنية عبد المالك الحوثي في كلمة متلفزة إن قرار حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر يأتي في إطار دعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن استهداف السفن الإسرائيلية يهدف إلى الضغط على (تل أبيب) لإنهاء حصار قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

جاء ذلك عقب شن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 40 غارة على العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء، أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

موقف ديني وأخلاقي

في هذا السياق، أشاد وزير الخارجية التونسي الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام بموقف اليمن المشرف في دعم أهالي غزة الذين يعانون من ويلات العدوان والحصار الإسرائيلي.

وقال عبد السلام في تصريح لصحيفة "فلسطين": "كان بإمكان اليمن أن يلتزم الحياد، لكنه اختار أن يؤدي واجبه الديني والأخلاقي والقومي في نصرة غزة، خاصة في ظل الدعم الكامل الذي تتلقاه دولة الاحتلال الإسرائيلي من القوى الكبرى في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي توفر الحماية العسكرية والسياسية لاستمرار قتل الفلسطينيين وتدمير مقومات حياتهم."

كما دعا عبد السلام إلى إدانة العدوان الإسرائيلي على اليمن، بغض النظر عن الذرائع، مؤكدًا أن هذا العدوان يعد انتهاكًا لسيادة دولة واعتداءً على سلامتها الترابية، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي. وأشار إلى أن هذا العدوان طال مدنيين مسالمين في اليمن، مما يتطلب استجابة قوية على المستوى الدولي.

وأوضح أن الحل للأزمة المتعلقة بخطوط الملاحة البحرية في باب المندب، والذي يشمل السفن المتوجهة إلى دولة الاحتلال، "بسيط وواضح"، وهو التوجه نحو وقف كامل لإطلاق النار، وتطبيق الاتفاقات التي وقعت عليها (إسرائيل)، بما في ذلك البروتوكول الإنساني، والانتقال إلى المرحلة الثانية دون مناورات.

وشدد على أن الحل يكمن في إنهاء العدوان من خلال وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة لاستئناف الحياة الطبيعية، حتى يستريح الجميع من تبعات الحروب وشرورها.

الرد اليميني قادم

من ناحيته، قال المختص في الشأن السياسي اليمني وديع عطاء إن جماعة الحوثيين لن تصمت على العدوان الأمريكي البريطاني، وسترد بأي عمل عسكري ممكن، دون اكتراث بالتهديدات الأمريكية.

وأوضح عطاء لصحيفة "فلسطين" أن الضربات الأمريكية لا تستهدف قيادات الصف الأول الحوثية ولا تؤثر بشكل جدي على قدراتهم العسكرية، بل تنحصر في استهداف المدنيين والمصالح المدنية، وهو ما تُجيده واشنطن وحلفاؤها.

وأكد أن الحوثيين يمتلكون قدرات عسكرية قادرة على إيذاء المصالح الأمريكية وإضعاف هيبتها العسكرية والسياسية والاستخبارية، من خلال إطلاق المسيرات والصواريخ العابرة للحدود، وهي حقيقة تعترف بها مصادر صهيونية وأمريكية.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي البريطاني والصهيوني على اليمن يأتي رداً على الهجمات اليمنية ضد المصالح المشتركة لتلك الدول في البحر الأحمر وعمق الكيان الإسرائيلي.

واعتبر أن الضربات الأمريكية الأخيرة، التي زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها استباقية للتهديدات الحوثية، هي محاولة لوقف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية.

ورأى عطاء أن العدوان الأمريكي على اليمن هو أيضاً رد على سخرية المرشد الإيراني (اسم المرشد) من رسالة ترامب التي عرض فيها على طهران التفاوض أو المواجهة العسكرية إذا لم توقف برنامجها النووي.

وأضاف أن القصف الأمريكي البريطاني لصنعاء هو "رسالة عسكرية مباشرة من واشنطن لطهران"، لكن الضحايا كانوا مدنيين يمنيين أبرياء، بينما وصف البيت الأبيض الحوثيين بأنهم "مجرمون مدعومون من إيران".

وأكد أن التنسيق العسكري بين الكيان الصهيوني وواشنطن وحلفائها الأوروبيين يهدف إلى عزل المقاومة الفلسطينية عن محيطها العربي والإسلامي، مشيراً إلى استمرار وجود قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا بين الحدود المصرية والفلسطينية، ومحاولات تدمير قدرات حزب الله اللبناني، والتمركز في الجنوب السوري، والعدوان على الحوثيين.

وأوضح أن الاحتلال يستخدم اسم إيران كذريعة لتبرير انتهاكاته لاتفاقيات السلام وللعدوان على أي طرف يدعم المقاومة عسكرياً.

وحول استمرار إغلاق المعابر واستخدام التجويع كسلاح ضد غزة، قال عطاء: "أفضل ما يمكن أن يقوم به الكيان الصهيوني بدعم من ترامب وحلفائه هو استئناف الحرب على ما تبقى من حياة في قطاع غزة عبر تشديد الحصار ومنع المساعدات والانقلاب على اتفاق الهدنة".

وأضاف: "أما عسكرياً، فقد أثبتت المقاومة قدرتها على كسر شوكة هذا التحالف، ونجحت بإمكاناتها البسيطة في إذلال العدو في كل شبر من غزة".

موقف بطولي

من جانبه، قال رئيس رابطة علماء المغرب العربي الحسين بن علي الكتناني إن "جبهة الإسناد اليمني هي أمر عظيم وواجب على الأمة الإسلامية جمعاء"، مضيفًا أن الأمة كلها كانت يجب أن تتحمل مسؤولية دعم غزة في مواجهة الحصار الإسرائيلي الظالم.

وأضاف الكتناني في تصريح لصحيفة "فلسطين": "حتى لو اقتصر دعم اليمن على الدعم المعنوي فقط لأهل غزة المظلومين، لكان ذلك كافياً، فكيف وهو دعم حقيقي بكل ما يملكون من إمكانيات عسكرية."

ودعا الكتناني الأمة العربية إلى الضغط على حكوماتها لوقف المواقف المخزية تجاه ما يجري في غزة، مشيرًا إلى أن "الخذلان العربي تجاه شعب غزة وصل إلى درجة مهينة للغاية"، مستنكرًا استمرار الاحتلال في عدوانه ومنع إدخال المساعدات الإنسانية لغزة في ظل صمت العالم العربي.

وفي السياق، أكدت الناشطة الحقوقية السعودية علياء أبو تايه الحويطي أن "المارد اليمني يقف في صف الأمة، مجسداً موقفاً بطولياً في الدفاع عن غزة".

وأضافت الحويطي في منشور على منصة "إكس": "القضية الفلسطينية هي قضية الأمة بأكملها، وإذا تم تعطيل جبهة لبنان في إطار الهدنة، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يواصل توجيه الحروب بالنيابة عن (تل أبيب) ويشن هجمات على اليمن تحت ذريعة حماية التجارة في البحر الأحمر."

ورأت أن السياسات الأمريكية والإسرائيلية، في إطار تحالفهما، تتجسد في محاولات فرض مصالحهما على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيرة إلى أن هناك تواطؤًا لتحقيق مصالح سياسية تتراوح بين التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة قطع جميع جبهات الدعم.

دعم شعبي عربي

وفي منشور على حسابه، قال الكاتب المصري صلاح بديوي: "من المحيط إلى الخليج، كل من تبقت لديه ذرة شرف ودين وكرامة يجب أن يقف داعماً لصنعاء العروبة والإسلام، فاليوم صنعاء البطلة تواجه أئمة الكفر والطغيان والخيانة وتدعم 2 مليون مسلم يبادون على يد الصهاينة في غزة، بينما طغاة أمتنا يتفرجون." وأضاف: "وسوف نرى من سينتصر: أنصار الله أم أنصار الشيطان."

وبدأ أنصار الله منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تصل إليه بصواريخ ومسيّرات، في إطار التضامن مع قطاع غزة الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق.

كذلك شن أنصار الله من حين لآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على (إسرائيل)، بعضها استهدف (تل أبيب)، قابلتها ضربات إسرائيلية لمواقع قالت إنها عسكرية للجماعة اليمنية، قبل أن توقف الجماعة هجماتها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

المصدر / فلسطين أون لاين