عدَّ مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين، استمرار سلطات الاحتلال في إغلاق معابر قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات الإغاثية "استكمالا لجريمة الإبادة الجماعية"، مؤكداً ضرورة تنفيذ دول العالم مقاطعة (إسرائيل) وفرض عقوبات عليها إزاء جرائمها بغزة.
ولليوم الـ11 بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، يواصل الاحتلال جريمة محاصرة قطاع غزة ومنع وصول المساعدات بجميع أنواعها بما فيها الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية والمستشفيات في القطاع، ما ينذر بتوقف كل المراكز الصحية ومحطات الأكسجين، والمرافق الحيوية والخدماتية.
وأوضح جبارين، وهو الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في حديث مع "فلسطين أون لاين" أمس، أنه يجري التواصل حالياً مع العديد من المكاتب الدبلوماسية ووزراء الخارجية في عدة دول غربية ذات العلاقة التجارية وغيرها مع (إسرائيل) من أجل اتخاذ إجراءات تُلزمها التراجع عن سياساتها الاجرامية تجاه قطاع غزة.
وقال: "إن عدة دول غربية تعلم علم اليقين أن خطوات الاحتلال تجاه غزة هي استمرار في جريمة الإبادة الجماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية"، مشيراً إلى أن هناك عدّة دول أوروبية تُطالب دولاً كبرى مثل بريطانيا وألمانيا بالتكفير عن دعمها للاحتلال ومشاركتها في جريمة الإبادة.
وأضاف "من الواضح أن القانون الدولي يُداس عليه من (إسرائيل) ولكن تلك الدول الكبرى لا تزال تدافع عنها وتحاول حمايتها في ارتكاب جرائمها".
وبيّن جبارين أن المنظمات الحقوقية الدولية متفقة على ادانة (إسرائيل) وأن خطواتها ضد قطاع غزة جرائم حرب وابادة، لذلك جميعها تطالب بالتراجع عن هذه الممارسات كونها مُخالفة للاتفاقيات الدولية وخصوصاً جنيف الرابعة.
وشدد على ضرورة أن "تخرج الدول العربية المُجاورة لقطاع غزة عن صمتها وتتخذ خطوات عملية تجاه الممارسات الإسرائيلية، من خلال مواقف سياسية واقتصادية جادة، يكون اقلها فرض العقوبات على (إسرائيل)".
وتابع" إذا لم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوات تجاه الاحتلال سيبقى ماضياً في ممارساته ويعتقد انه منزه من الأخطاء وفوق القانون والمجتمع الدولي".
انحياز امريكي
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي تجاه الاحتلال، أكد الحقوقي جبارين أن كل مواقف الإدارات الامريكية منحازة بشكل كامل للاحتلال، وتدعمه في مختلف المجالات وخصوصاً الأسلحة.
وقال: "من يدعم (إسرائيل) بالسلاح الذي يُستخدم لقتل المدنيين في قطاع غزة ويُنفذ بحقهم جرائم الإبادة ويدعو لتهجير سكان قطاع غزة، هو شريك لها في إبادة الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن "الولايات المتحدة متورطة في جريمة الإبادة الجماعية، لا سيّما أن الإدارة السابقة دعمت (إسرائيل) بالسلاح بشكل كامل، والإدارة الحالية زوّدتها بمزيد من السلاح، وتحدثت عن تهجير سكان غزة قسراً".
وأوضح أن الولايات المتحدة هي المشكلة الأساسية على كل المستويات، بما في ذلك تهديدها المحكمة الجنائية الدولية وبعض الدول الغربية، لذلك فهي متورطة بشكل كامل في جريمة الإبادة في قطاع غزة.
وارتكبت قوات الاحتلال بين السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و19 يناير/ كانون الثاني 2025، وبدعم أمريكي وأوروبي، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 160 ألفاً و300 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
