يوم الأحد الماضي، اعتقلت السلطات الأمريكية، الطالب بجامعة كولومبيا محمود خليل، الذي يُعد أحد البارزين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، وذلك ضمن جهود إدارة ترامب لترحيل الأجانب المشاركين في حركة الاحتجاج الفلسطينية.
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوامر تنفيذية تستهدف الطلاب الأجانب الذين تبنوا ما وصفه بـ"أيديولوجية مُعاداة السامية"، وخاصة الطلاب الدوليين المشاركين في الاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين، في يناير الماضي..
وقد احتفل الرئيس دونالد ترامب، يوم الإثنين، باعتقال محمود خليل، واصفاً إياه، دون تقديم أدلة، بأنه “طالب أجنبي متطرف مؤيد لحماس”. وأضاف ترامب: "هذا هو الاعتقال الأول من بين العديد من الاعتقالات القادمة".
ولم تقل إدارة ترامب إن خليل متهم أو مدان بارتكاب جريمة، لكن ترامب كتب أن وجوده في الولايات المتحدة "يتعارض مع مصالح السياسة الوطنية والخارجية".
وسبق لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القول في منشور أرفقه بصورة لخليل على منصة "إكس": "سنلغي تأشيرات أنصار (حركة) حماس في أمريكا أو بطاقاتهم الخضراء حتى يمكن ترحيلهم".
وأكدت إيمي غرير محامية الطالب الفلسطيني، في بيان، اعتقال خليل رغم أنه موجود في الولايات المتحدة بصفته "مقيما دائما يحمل بطاقة خضراء"، وأنه متزوج من أمريكية، وألغوا بطاقته الخضراء.
من هو محمود خليل؟
- نشأ محمود خليل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وعمل في السفارة البريطانية في بيروت، وتوجه لجامعة كولومبيا وأصبح طالب دراسات عليا في كلية الشؤون الدولية والعامة بالجامعة، وكان يعيش في مبنى سكني جامعي خارج الحرم الرئيسي لجامعة كولومبيا.
- وتزوج خليل من مواطنة أمريكية، وهي اليوم حامل في الشهر الثامن، ووفقًا للموقع الأمريكي، لديه بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وهو ما دفع جماعات الحقوق المدنية بإدانة قرار الاعتقال.
- وقد تخرج خليل بدرجة الماجستير من كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا في كانون الأول/ديسمبر. وكان أحد المفاوضين الرئيسيين للطلاب خلال معسكر الطلاب من أجل فلسطين في ربيع عام 2024.
وكان الطالب محمود خليل، بحسب "رويترز"، أحد المفاوضين الرئيسيين نيابة عن المحتجين المؤيدين للفلسطينيين، والذين أقام بعضهم مخيمات على حديقة جامعة كولومبيا العام الماضي، واحتلوا مبنى أكاديمي لعدة ساعات في أبريل قبل أن تستدعي الجامعة الشرطة لاعتقالهم.
ولم يكن خليل ضمن المجموعة التي احتلت المبنى، ولكنه كان وسيطًا بين نواب رئيس جامعة كولومبيا والمحتجين، وقام موظفو الهجرة الأمريكيين، باعتقاله في مقر إقامته الجامعي، واحتجازه في مركز تابع لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية في نيو جيرسي.
وأكد اتحاد الحريات المدنية في نيويورك، أن احتجاز إدارة ترامب لخليل غير قانوني وانتقامي، ويمثل هجومًا على حقوقه في حرية التعبير، مشيرين إلى أن ذلك يمثل تصعيدًا مخيفًا على الخطاب المؤيد لفلسطين، وإساءة استخدام قانون الهجرة بشكل عدواني.
ووصفت رويترز، تلك الخطوة بأنها أحد الجهود الأولى التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب المشاركين في حركة الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين.
وقبل اعتقاله بساعات، تحدث خليل عن مخاوفه وشعوره بالقلق من استهدافه من قبل الحكومة الأمريكية الحالية؛ بسبب حديثه إلى وسائل الإعلام، مؤكدًا أنهم أسكتوا أي شخص يدعم فلسطين في الحرم الجامعي.
ويطالب خليل وزملاؤه المحتجون منذ عدة سنوات جامعة كولومبيا بإنهاء استثماراتها في شركات تصنيع الأسلحة والشركات التي تدعم الجيش الإسرائيلي، وشدد على أنه من الواضح أن ترامب يستخدم المحتجين ككبش فداء لأجندته الأوسع نطاقًا في محاربة ومهاجمة التعليم العالي ونظام التعليم.
وبعد اعتقال خليل، أكد اتحاد العمال الطلابيين في الجامعة، أنه من خلال السماح للأمن الداخلي بالتواجد في الحرم الجامعي، تستسلم كولومبيا لهجوم إدارة ترامب على الجامعات في جميع أنحاء البلاد، وتضحي بالطلاب الدوليين لحماية مواردها المالية.
وأرسلت وزارة التعليم، أمس الاثنين، خطابات إلى 60 جامعة أمريكية، من بينها هارفارد وكولومبيا وييل وأربع كليات تابعة لجامعة كاليفورنيا، تحذرهم من خفض في التمويل الاتحادي ما لم يتعاملوا مع اتهامات معاداة السامية في الحرم الجامعي.
وبحسب اتحاد الطلاب العاملين في كولومبيا، فإن أفرادا من إدارة الهجرة الاتحادية يحاولون اعتقال طالب أجنبي آخر على الأقل إلى جانب خليل.