تضاعفت معاناة النازحين المقيمين في خيام داخل مخيمات النزوح، حيث ساءت الأوضاع بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك في أعقاب تشديد الاحتلال حصاره على قطاع غزة، وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما يهدد حياتهم.
وتخشى العائلات التي تعيش في خيام من عودة المجاعة إلى مناطق قطاع غزة، خاصة في محافظتي غزة والشمال، بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والمحروقات، التي تُعتبر العنصر الرئيسي لتشغيل القطاعات والمرافق الحيوية.
ولليوم العاشر على التوالي، يواصل الاحتلال حصاره لقطاع غزة ومنع وصول المساعدات بمختلف أنواعها، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية والمستشفيات في القطاع، مما ينذر بتوقف جميع المراكز الصحية ومحطات الأكسجين، والمرافق الحيوية والخدماتية.
ويعتمد النازحون في مخيمات النزوح على تلقي المساعدات الإنسانية وشاحنات مياه الشرب التي تصل إليهم بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى التكايا الخيرية التي توفر الطعام لسد جوع عائلاتهم. لذلك، فإن استمرار إغلاق المعابر يشكل 'كابوسًا خطيرًا' يلاحقهم.
تقول المواطنة هنا نور الدين، التي تقيم في خيمة داخل أحد مخيمات النزوح شمال مدينة غزة، إنها تعيش ظروفًا صعبة في المخيم بسبب عدم توفر كميات كافية من مياه الشرب والمياه الخاصة بالاستخدام الآدمي، بالإضافة إلى نقص الطعام والمستلزمات المعيشية الأخرى.
وتضيف نور الدين لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال عاد لتشديد حصاره على قطاع غزة عبر إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمحروقات، مما ينعكس سلبًا على حياتنا اليومية، حيث تقلصت شاحنات مياه الشرب التي تصل إلى المخيم، كما أصبحت السلع الأساسية والمستلزمات الحياتية الأخرى نادرة.
وتوضح أن الحصول على عدد قليل من جالونات المياه أصبح مهمة شاقة، حيث يتطلب الأمر الوقوف في طوابير طويلة تمتد لساعات، مشيرة إلى ندرة السلع في الأسواق وارتفاع أسعارها بما يفوق القدرة الشرائية للناس.
وتطالب نور الدين الدول العربية والغربية بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال جميع المستلزمات الحياتية لسكان القطاع، قبل أن تتفاقم الأزمة وتتحول إلى مجاعة، خاصة في شهر رمضان المبارك.
هكذا تبدو الحال بالنسبة للمواطنة أم مصطفى (اكتفت بهذا الاسم)، التي تعيش في نفس المخيم، حيث تقول: 'حياة المخيمات صعبة للغاية، بسبب عدم توفر المياه أو الطعام أو أدنى مقومات الحياة'."
وتضيف أم مصطفى لـ"فلسطين": 'ما زلنا نعاني في شمال غزة، حيث بدأنا نشعر أننا نعود إلى المربع الأول الذي تفشت فيه المجاعة في بداية حرب الإبادة الإسرائيلية، وذلك بسبب استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر'."
وتؤكد أن إغلاق المعابر تسبب في ارتفاع أسعار السلع القليلة المتوفرة في الأسواق، مما زاد من الأعباء الملقاة على عاتق المواطنين، خاصة أولئك الذين يعيشون في مخيمات النزوح ويعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة."
من جانبه، يؤكد الشاب أحمد مهدي أن معاناته في الحصول على مستلزمات الحياة الأساسية، مثل المياه والطعام والأدوية، قد ازدادت منذ إغلاق المعابر."
وأعرب مهدي عن مخاوفه من استمرار إغلاق المعابر، مما سيزيد من صعوبة حياتهم في مخيمات النزوح، حيث يعتمد على المساعدات التي كانت توزعها إدارة المخيم، خاصة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب توقفه عن العمل طوال فترة الحرب."
وما يزيد الطين بلة بالنسبة لمهدي هو الارتفاع الكبير في أسعار السلع في الأسواق، والتي تفوق قدرته الشرائية، كما يقول، متسائلاً بصوت مليء بالقهر: 'إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ أليس صمت الدول العربية والغربية إزاء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضدنا كافيًا؟'."
وكانت وزارة التنمية الاجتماعية قد حذرت من خطورة اتساع دائرة المجاعة مرة أخرى في قطاع غزة، بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات إلى القطاع، في ظل عدم التزامه بالبروتوكول الإنساني ومنعه للقطاع الخاص من العمل.