فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"علي حلس".. مصير مجهول بين أسير أو شهيد أرقام

...
"علي حلس".. مصير مجهول بين أسير أو شهيد أرقام
غزة/ مريم الشوبكي

هرب علي عامر حلس (23 عامًا) من جحيم الموت برفقة عائلته من حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى جنوب القطاع، حيث المنطقة "الإنسانية" التي ادعى الاحتلال الإسرائيلي أنه أوجدها لانتقال سكان شمال القطاع إليها بعد السابع من أكتوبر 2023م.

كان علي يعيش مع والدته وإخوته في مخيم بمنطقة الزوايدة في المحافظة الوسطى، ولم يعتد العيش خارج مدينته وحيّه. مرت عدة أشهر على نزوحه، حتى قرر المجازفة والمخاطرة بحياته والعودة إلى غزة عبر شارع الرشيد الساحلي.

كانت الدبابات الإسرائيلية متمركزة على محور نتساريم "الشهداء"، الذي يمتد من شرق المدينة على شارع صلاح الدين غربًا حتى شارع الرشيد الساحلي، ويفصل بين شمال القطاع وجنوبه.

كان الاحتلال، قبل انسحابه من المنطقة، يطلق النار على كل من يقترب منها، فيكون إما شهيدًا في عداد المفقودين، أو أسيرًا لا يُعرف مصيره، حيث وجد العائدون إلى الشمال عشرات الجثث المتحللة على جنبات الطريق.

في مطلع سبتمبر من عام 2024م، ترك علي الزوايدة واتجه نحو الشمال، قاطعًا المسافة سيرًا على الأقدام.

يقول شقيقه سليمان لـ "فلسطين أون لاين": "لم نكن نعلم أنه ذاهب إلى غزة، وفي أثناء البحث عنه أفاد شهود عيان بأن عليًّا لم يتردد لحظة في الاقتراب من جنود الاحتلال المتمركزين على شارع الرشيد، رغم إطلاقهم الرصاص عليه".

ويتابع: "في حينها لم يُصب علي بالرصاص، حتى توجه إليه جيبان عسكريان إسرائيليان وحاصراه، ثم نزل الجنود وقيدوا يديه بالسلاسل، قبل أن يقتادوه إلى جهة مجهولة".

ويضيف سليمان: "منذ تلك اللحظة لم نتوقف عن البحث عنه، وتحسبًا لاحتمال استشهاده، توجهنا إلى جميع مستشفيات المحافظة الوسطى، بحثًا عنه في ثلاجات الموتى، واستمر هذا الحال لمدة أسبوع دون جدوى".

وصل الأمر بسليمان إلى الوقوف على الطريق وسؤال سائقي شاحنات المساعدات عما إذا كانوا قد رأوا جثة علي بالقرب من المكان الذي اعتقله فيه جنود الاحتلال، لكن لم يفِدْه أحد بأي معلومة.

بعد رحلة بحث طويلة دون العثور على أي معلومة حول مصير علي، قرر شقيقه سليمان التوجه إلى المنظمات الدولية والأهلية للإبلاغ عن اختفائه، ومنها الصليب الأحمر، ومؤسسة الضمير، وهيئة شؤون الأسرى، إلا أن الجميع كانت إجابته واحدة: "لا توجد معلومات عنه".

لم يكلّ سليمان عن البحث عن أي طرف خيط يوصله إلى مصير شقيقه علي، ويقول: "أصبحت أنتظر خروج دفعات الأسرى من القطاع من السجون الإسرائيلية لسؤالهم عما إذا كانوا قد رأوا عليًّا أو حتى سمعوا باسمه، لكن الجميع نفى معرفته به".

يأمل سليمان أن يكون علي من بين الأسرى الذين لم يفرج الاحتلال عنهم بعد، لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل لا يزال علي حيًّا ويُخفي الاحتلال مصيره؟ أم أنه من شهداء الأرقام؟!

المصدر / فلسطين أون لاين