عدَّ المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عصام العاروري، تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإبادة سكان قطاع غزة، في حال لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، امتدادًا للدور الأمريكي في الحرب على غزة، وتأكيدًا على تورط واشنطن في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
وأوضح العاروري، لـ "فلسطين أون لاين"، أن هذه التصريحات تكشف عن شراكة الإدارة الأمريكية في دعم الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط عسكريًا واقتصاديًا، بل أيضًا من خلال تبني خطاب التحريض على التطهير العرقي.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تُعدّ من أكثر الإدارات صلفًا وعنصرية، حيث استمرت، كسابقاتها، في تزويد (إسرائيل) بأسلحة الدمار والدعم السياسي والاقتصادي، إلى جانب توفير الحماية لها في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية.
لكن العاروري أكد أن ما يميز هذه الإدارة هو إعلانها الصريح عن نواياها في تصعيد الحرب ضد الفلسطينيين، من خلال دعم التطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال.
ازدواجية المعايير
وانتقد المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ازدواجية المعايير في الموقف الأمريكي، مشيرًا إلى أن ترامب وصف محتجزي الجثامين بـ"المرضى والمنحرفين"، دون أن يتطرق إلى أن (إسرائيل) تحتجز جثامين 665 شهيدًا فلسطينيًا في مقابر الأرقام منذ عقود، دون أي مبرر قانوني.
وأضاف أن الاحتلال لطالما استخدم هذه الجثامين كورقة ضغط لاستعادة أسراه، حتى في الفترات التي لم يكن لدى المقاومة أي أسرى إسرائيليين، مما يكشف التحيز الأمريكي الواضح.
وأكد العاروري أن الولايات المتحدة تمارس العنصرية في تعاملها مع الفلسطينيين، حيث تدعم الاحتلال بشكل كامل، بينما تهاجم المقاومة الفلسطينية وتبرر أي تصعيد إسرائيلي ضد غزة.
وتابع أن هذه التصريحات يجب أن تُدرج ضمن ملف الادعاءات الفلسطينية بشأن جريمة الإبادة الجماعية، حيث إن دعم واشنطن لجرائم التطهير العرقي التي يرتكبها جيش الاحتلال يتجاوز مجرد الدعم السياسي ليصل إلى حد الشراكة الفعلية في هذه الجرائم.
تهديدات ترامب وتحريضه ضد غزة
وكان ترامب قد نشر عبر منصته "تروث سوشال" تهديدًا مباشرًا لحركة حماس، طالبها فيه بالإفراج عن جميع الرهائن فورًا وإعادة جثث القتلى، مهددًا بعواقب وخيمة في حال عدم الاستجابة.
وأضاف في منشوره: "لن يكون أي عضو في حماس بأمان إذا لم تفعلوا ما أقول". كما وجه رسالة إلى سكان غزة، قائلًا: "مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن، إن فعلتم ذلك، فأنتم أموات!".
وأشار العاروري إلى أن هذه التهديدات ليست جديدة، إذ سبق لـترامب، في ديسمبر الماضي، أن توعد بردّ قاسٍ إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل توليه منصبه، مما يعكس التوجه الأمريكي المستمر نحو دعم العدوان الإسرائيلي بلا قيود.
وشدد العاروري على أن جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يتم تهديد الفلسطينيين بها تعد من أخطر الجرائم وفق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة هذا الخطاب التحريضي، والعمل على وقف الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.