فلسطين أون لاين

رئيس معهد دولي: المقاومة أنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر والاستخبارات التي لا تنام

د. مأمون فندي
د. مأمون فندي
فلسطين أون لاين

وصف رئيس معهد لندن للدراسات الاستراتيجية د. مأمون فندي أمس، "العبور العظيم" للمقاومين الفلسطينيين صبيحة السابع من أكتوبر 2023 داخل المواقع العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، بـ"الحدث العظيم" و "التاريخي".

وأشاد فندي بنجاح "العبور العظيم" للمقاومة واغتنام معلومات أمنية وعسكرية واستخباراتية من داخل "السور العظيم لهذا الكيان" الذي اغتنم من داخله أيضا عناصر المقاومة أسلحة ومركبات عسكرية إسرائيلية.

وأكد أن "الهيبة العالمية" لجيش الاحتلال واستخباراته، انتهت في ذاك اليوم، وهو ما دفع الماكنة الإعلامية الإسرائيلية للترويج عالميا لمزاعم "المجازر بحق المدنيين الإسرائيليين".

وشدد على أن هذه المزاعم الإسرائيلية هدفها التغطية على الهزيمة العسكرية الإسرائيلية بامتياز، وصولا لقرار قادة الاحتلال بارتكاب "حرب إبادة جماعية" ضد أكثر من 2.3 مليون إنسان في غزة. ونبه إلى أن "طوفان الأقصى" خلقت سردية وطنية فلسطينية جديدة أمام الرأي العالمي.

وجاءت أقوال فندي، خلال حوار مفتوح إلكترونيا عبر قناة "علم نافع" بإدارة أستاذ العلاقات الدولية د. خليل العناني.

"استثمار عربي"

ورغم الإبادة المدعومة أوروبيا وأمريكيا، أجزم بانتصار المقاومة في - حرب غير متكافئة ولمدة سنة وثلاثة شهور – وهو ما دفعه للتوصية بضرورة استثمار الدول العربية لانتصار المقاومة ونتائج معركة "طوفان الأقصى".

وقال: بعد هذه المعركة الفلسطينية و"الإبادة الجماعية"، "(إسرائيل) ظهرت على حقيقتها .. وهنا تستطيع بعض الدول العربية منح غطاء سياسي لانتصار المقاومة والاستفادة منه في المنطقة".

وإلى جانب ذلك، "حققت حماس صمودا أسطوريا" رغم "حرب إبادة" دامت 471 يوما، وهنا تسائل باستغراب: "كيف يمكن نزع سلاح المقاومة أو إجبار قادتها على الخروج من غزة؟".

واستدل بحديثه "هذه مقاومة مسلحة ضد الاحتلال .. وفي حال نزع سلاحها لا تعد مقاومة مسلحة".

ووصف الحديث الإسرائيلي والأمريكي حول نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بـ"العبثي"، متابعا: "لو استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو هزيمة حماس لما ذهبوا لدول عربية للتوسط من أجل وقف إطلاق النار".

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجتاون سابقا إلى أن الاحتلال استخدم جميع الوسائل العسكرية ضد غزة ومقاومتها - باستثناء السلاح النووي – ومع ذلك فشل في نزع سلاح حماس أو طرد الفلسطيني من أرضه ووطنه.

وأشاد بآلية تسليم رجال كتائب القسام للجنود الإسرائيليين، ودلالات احتفالاتهم العظيمة.

وأكمل: "في غزة جيل مختلف، رؤيته لدول الجوار مختلفة، ورؤية الجوار لغزة أيضا مختلفة عن السابق .. هذا الجيل نشأ بثقافة مختلفة، ولا أعتقد أن هذا الجيل يفتخر بالعروبة بل إنه جيل يؤمن بتحريره لأرضه دون مساعدة عربية".

ودلل على حديثه أيضا بأن "هناك فرقا كبيرا بين أبو عبيدة الناطق باسم القسام (الذي تربي في أحضان مدرسة المحاربين) وأبو مازن محمود عباس (الذي تربي في أحضان المدرسة العربية)".

وأعرب فندي عن ثقته بأن الجيل الجديد والقادم سيمزج بين "الإسلام والعروبة" وسيتشكل بقيم "البذرة الوطنية"، ولن يكون هناك دمج "للكيان الغاصب" في المنطقة العربية.

"شكل مستحدث"

وتعليقا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة، أكد الباحث الأمريكي من أصل مصري أن الخطة تشكل امتداد للمفهوم القديم الذي بني عليه "وعد بلفور" لكن بشكل مستحدث.

وهنا، رأي أنه من الخطأ عربيا الدخول في الاشتباك الإعلامي والسياسي مع إدارة ترامب حول خطة التهجير القسرية لسكان غزة.

وانتقد الخطاب العربي الرسمي المكرر ضد الإدارة الأمريكية، كما انتقد وقوف بعض الأنظمة العربية الأخرى وقفة "هامشية".

"مصر والأردن والسعودية تستطيع إقناع أمريكا و(إسرائيل) بأن قضية التهجير (انتحار) سياسي .. وأن قبول المصريين بفكرة التهجير سيخلق فوضى كبيرة جدا في الإقليم"، هكذا رأى فندي.

واقترح في هذا السياق، طرح الدول العربية مجددا لـ"مبادرة التسوية العربية" وإيجاد حلول عملية لتطبيقها قبل الحديث عن أي خطط للرئيس ترامب.

واستوقف هنا في حديثه: "للعلم، (إسرائيل) لم تطرح أي خطة أو مبادرة للسلام منذ عام  1948م".

وفي خطوة مثيرة للجدل، طرح الساكن الجديد للبيت الأبيض، فكرة تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانها الفلسطينيين إلى دول أخرى، وهو ما وصفه مراقبون بأنه إعادة تدوير لمشاريع الترحيل القسري التي لطالما سعت (إسرائيل) لتنفيذها منذ عقود.

"إلهاء متعمد"

وحذر الكاتب والباحث المصري من أن خطة ترامب وحديثه المتكرر عن غزة، "ألهت العالم عن الإبادة الإسرائيلية الجماعية التي لا تزال مستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين".

وأوصى بضرورة التأييد العربي والدعم الكامل لدعوى جنوب أفريقيا في المحكمة الجنائية الدولية ضد (إسرائيل) ولا سيما عقب قرار المحكمة الأخير.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين ثاني أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية، بالإجماع، قرارين برفض الطعون المقدمة من قبل دولة الاحتلال بموجب المادتين 18 و19 من نظام روما الأساسي، وأصدرت أوامر اعتقال بحق كل من بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت.

وأصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على الأقل حتى 20 مايو/أيار 2024، وهو اليوم الذي قدمت فيه النيابة العامة طلبات إصدار مذكرات الاعتقال.

وحول مدى فرص نجاح خطة ترامب، خلص إلى أن سياسات البيت البيضاوي الخارجية، غير مقبولة لا إسرائيليا ولا عربيا ولا أوروبيا ولا إيرانيا. 

وعلى إثر ذلك، جدد فندي التحذير من أن "ترامب في إدارته الحالية سيكون أخطر على المنطقة العربية".

وسبق أن تولى الرئيس ترامب إدارة البيت الأبيض خلال ولايته الأولى (2017- 2021).

"النفس الأخير"

وأمريكيا، رأى فندي أن المجتمع الأمريكي يعيش موجتين باتجاه اليمين المتطرف وترامب، والموجة الأخرى تبتعد عن هذا الاتجاه.

وضرب مثالا بفارق الأصوات بين الرئيس ترامب ومنافسته كاملا هاريس خلال الانتخابات التي جرت نوفمبر الماضي.

وقال: "صحيح أن ظاهرة ترامب تتفاقم .. لكن ترامب يشكل النفس الأخير لهذه الظاهرة".

وأكد أن الأخطر وراء "ظاهرة ترامب" تجاهلها، مستطردا "يتوجب على العالم أن يحسب حساب لأخطاء إدارة ترامب".

اخبار ذات صلة