فلسطين أون لاين

تقرير "زينة رمضان" في غزة.. مظاهر محدودة وسط الركام والعتمة

...
مظاهر محدودة لزينة رمضان في غزة بعد عام ونصف على حرب الإبادة
غزة/ صفاء عاشور:

يحمل شهر رمضان في غزة دائمًا معه أجواءً من البهجة والفرح، حيث تتزين الشوارع والمنازل بالفوانيس الملونة والزينة الرمضانية، لكن هذا العام، وبسبب العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي تغيرت ملامح مدينة غزة في الشهر الكريم.

فمن يتجول في أسواق المدينة يجد تراجعاً ملحوظاً في الزينة الرمضانية، فلا الشوارع تزينت ولا بسطات بيع زينة رمضان عرضت منتجاتها بالقدر الذي كانت عليه قبل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، فيما وجد المواطنون أنفسهم غير قادرين على الاحتفال بالشهر الكريم كما اعتادوا.

وتراجعت أعداد بسطات الزينة الرمضانية بشكل كبير هذا العام، بسبب تدمير الاحتلال الكثير من المحلات التجارية وارتفاع أسعار المواد، حتى بات من الصعب على أصحاب البسطات توفير الزينة والفوانيس التي كانت تزين شوارع غزة.

أحمد عميرة أحد أصحاب البسطات في سوق الزاوية، والذي كان يعرض بعضًا من الفوانيس والزينة الرمضانية، يقول لصحيفة "فلسطين": "كانت البسطات تغطي جميع أنحاء المدينة خلال شهر رمضان، ولكن هذا العام لا تكاد ترى أي بسطات، بل إن الأسعار المرتفعة جعلت الكثيرين يمتنعون عن شراء الزينة".

ويشير إلى أن زينة رمضان لم تعد أولوية عند المواطنين، فكثير من الناس فقدت بيوتها التي كانت تزينها، أو فقدوا أحد أفراد أسرتهم وبالتالي لا مجال للفرح وتزيين البيوت كما كان الأمر في السابق.

ونبه إلى أن تشكيلات الزينة التي كانت متوفرة قبل الحرب لم تعد موجودة، فالاحتلال دمر المحلات والمخازن التي كان تحتوي على البضائع وما تبقى هو قليل للغاية، وهو ما انعكس على أسعار الزينة بشكل عام.

على بسطة أخرى في شارع عمر المختار، يعرض الشاب إياد هنا بعض كرات الإضاءة الصفراء وأحبال الإنارة التي كان يستخدمها المواطنون لتزيين بيوتهم، لافتًا إلى أن معظم المنتجات التي لديه تعمل على الكهرباء وهي غير متوفرة الآن.

ويوضح في حديث لصحيفة "فلسطين" أن بعض النساء يأتين ويشترين زينة رمضان فهن لديهن بيوت وفي الغالب تتوفر عندهن طاقة شمسية توفر بعض الكهرباء، ولكن معظم الناس فقدوا هذا الامتياز ولا يقدرون على توفيره في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع بعد العدوان الإسرائيلي.

على بسطة أخرى كانت تعرض بعض الأحبال التي تحمل أوراق طبع عليها رمضان كريم، وقفت بلسم بركات تسأل البائع عن أسعار الزينة، التي وجدت أن بعضها لا يزال معقولا وأخرى ارتفع سعرها بشكل ملحوظ.

وتقول لصحيفة "فلسطين":" بيتي تدمر ولكني أبحث عن بعض الفوانيس الصغيرة لأطفالي الثلاث، لأُشعرهم بأجواء الشهر الكريم ككل عام، فمهما حصل لا بد أن نشعر بفرحة شهر رمضان حتى وإن كان الفقد والحزن لا يزال في القلوب".

سليمان عويضة كان هو الأخر يتجول بين البسطات مع بداية شهر رمضان، يقول:" في السنوات الماضية، كنت أعلق الفوانيس في منزلي وأزين الشرفة لاستقبال رمضان، لكن هذا العام، البيت مدمّر، والزينة لا مكان لها، حتى لو كان هناك مكان، لا يوجد كهرباء، وبطاريات الزينة أصبحت باهظة الثمن".

ويضيف لصحيفة "فلسطين" شعرنا أنا وعائلتي خاصة أطفالي بالحزن الكبير، فشهر رمضان في غزة كان دائمًا فرصة للفرح، لكن الآن لم يعد لدينا أي شيء للاحتفال به"، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال في حصاره للقطاع ومنعه ادخال الاحتياجات الأساسية جعل المواطنون يواجهون صعوبة في توفير أبسط احتياجاتهم فما بالك بالزينة الرمضانية.

وتجسد زينة رمضان في غزة أكثر من مجرد مظهر في المنازل والشوارع؛ إنها رمز للفرح والأمل في وجه المعاناة لكن مع استمرار الحرب والدمار، أصبح هذا الفرح مفقودًا، وتقلصت الزينة الرمضانية بشكل كبير، ورغم كل هذا، يبقى الأمل في قلوب أهل غزة، الذين يواصلون الحياة رغم كل ما يواجهونه.

المصدر / فلسطين أون لاين