قائمة الموقع

المحرر "إسلام وشاحي".. حُلم لَمّة العائلة في رمضان تحقَّق بعد 22 سنة

2025-03-01T10:33:00+02:00
المحرر "إسلام وشاحي".. حُلم لَمّة العائلة في رمضان تحقَّق بعد 22 سنة
فلسطين أون لاين

كانت لَمّة العائلة على مائدة رمضانية حُلمًا مؤجلًا بالنسبة للأسير المحرر إسلام وشاحي (42 عامًا)، انتظره منذ أكثر من 22 سنة قضاها خلف أقبية زنازين الاحتلال الإسرائيلي، فحرمه إياها. لكنها اليوم أصبحت حقيقة. يقول: "أشعر أنني ما زلت في الحلم الذي تحقق بفضل الله ثم صفقة طوفان الأقصى".

لم يصدق وشاحي، الذي ينحدر من قرية مثلث الشهداء في جنين، أنه سيقضي شهر رمضان المبارك هذا العام مع عائلته، وسيتناول طعام الإفطار والسحور على مائدة واحدة معهم، بعدما افتقدها منذ أن اعتقله الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2002، بتهمة المشاركة في انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000.

يقول وشاحي، بصوت تعلوه نبرة الفرحة، لـ "فلسطين أون لاين": "شعوري لا يوصف، كنتُ أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، كان بالنسبة لي حلمًا، بل كان من المستحيل أن أدركه، لكن بفضل صفقة طوفان الأقصى التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أصبح الحلم حقيقة... الحمد لله رب العالمين".

ويحكي، ومشاعر السرور تقفز من صوته: "كنتُ مُغيبًا عن لَمّة سفرة رمضان أكثر من 22 سنة، قضيتها متنقلًا بين سجون الاحتلال الإسرائيلي، والآن عادت لي مشاعر الاجتماع مع العائلة وتبادل الأحاديث فيما بيننا".

كانت فرحة المُحرر وشاحي منقوصة، إذ ستكون مائدة رمضان بلا والده، الذي توفي عام 2023، لكنه يتعالى على ألمه ويقول: "يَهون علينا هذا الابتلاء مقابل أعداد الشهداء الكبيرة الذين ارتقوا في قطاع غزة خلال معركة طوفان الأقصى".

وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير وشاحي فجر اول من أمس، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى في صفقة وفاء الأحرار، بعدما أمضى 22 عامًا ونصف في سجون الاحتلال، علمًا أنه كان محكومًا بالسجن 19 سنة، وتم تمديد سجنه 12 سنة أخرى، على خلفية طعن اثنين من ضباط سجن النقب الإسرائيلي عام 2019.

يروي أنه تنقل بين مختلف السجون الإسرائيلية طيلة فترة محكوميته، وكان آخرها في سجن جلبوع قبل شهرين من الإفراج عنه، وأخيرًا جرى زجه في سجن عوفر برفقة 37 أسيرًا آخرين تمهيدًا للإفراج عنهم ضمن الدفعة السابعة من صفقة طوفان الأقصى.

"كأنني وُلدت من جديد"

كانت تلك الكلمات التي باح بها وشاحي تعبيرًا عن الفرحة التي غمرته بلقائه عائلته بعد حرمان طال 22 سنة، ثم يُكمل: "مشاعري لا توصف رغم الحزن الشديد على الأسرى الذين تركناهم خلفنا في السجون".

ويتابع: "فرحتنا ليست كاملة لأننا تركنا خلفنا إخواننا الأسرى الذين يعيشون ظروفًا صعبة ومأساوية للغاية، بسبب قسوة السجان الإسرائيلي الذي نزع من قلبه كل معاني حقوق الإنسان الزائفة التي كان يتغنى بها على مدار السنوات الطويلة الماضية".

ويُكمل: "اليوم الذي يمر علينا دون ارتقاء شهيد من أسرى الحركة الأسيرة هو بمثابة إنجاز للحركة الأسيرة، من شدة قسوة تعامل الاحتلال مع الأسرى".

ويؤكد أن أوضاع السجون "كارثية ويُرثى لها" من حيث التعامل والتعذيب النفسي والجسدي القاسي، مشيرًا إلى أن الاحتلال كشف عن وجهه الحقيقي خلال العام والنصف الأخير، وأسقط الادعاءات الكاذبة التي كان يروجها عن حقوق الإنسان، وأخذ يتعامل بقسوة شديدة تفوق أي سجن في العالم.

ويوضح وشاحي أن الاحتلال كان يتعمد عزل الأسرى في السجون عن أي أخبار أو أحداث خارج السجون، قائلًا: "كنا بعيدين كل البُعد عن الأحداث الجارية خارج السجن، حتى إن السجان كان يتعامل معنا بأساليب استفزازية حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنا، في محاولة لإهانة كرامة الأسرى والتقليل من شأنهم".

ويختم وشاحي حديثه موجهًا رسالته إلى قطاع غزة: "واجبنا أن نُقبل جبين المجاهدين ورؤوس الأطفال والكبار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل حريتنا وكرامتنا وكرامة الأمة، فمهما قدمنا لن نوفي غزة ما أعطته لنا".

اخبار ذات صلة