فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير غزَّة تواجه أزمةً حادَّةً في اللُّحوم الطَّازجة مع اقتراب رمضان وسط تداعيات الحرب

...
غزَّة تواجه أزمةً حادَّةً في اللُّحوم الطَّازجة مع اقتراب رمضان وسط تداعيات الحرب
غزة / رامي محمد:

يعيش قطاع غزة أزمة خانقة في توفير اللحوم الحمراء والبيضاء الطازجة، في ظل الدمار الذي طال المزارع المحلية والمستوردة بفعل الحرب، مما أدى إلى انهيار سلسلة الإمداد الغذائي وحرمان السكان من مصدر رئيسي للبروتين الحيواني مع اقتراب شهر رمضان.

ورغم أشهرٍ من المعاناة، شهدت الأيام الأخيرة بوادر تهدئة جزئية، سمحت من خلالها قوات الاحتلال بإدخال كميات محدودة من اللحوم المجمدة عبر المساعدات الإنسانية وبعض التجار، إلا أن المزارع المحلية لا تزال خارج الخدمة، مما يُبقي الأزمة قائمة.

قبل الحرب، كانت غزة تعتمد على إنتاجها المحلي من اللحوم ومنتجات الثروة الحيوانية، حيث احتوت نحو 250 مزرعة عجول على 8,000 رأس يتم استيرادها صغيرة عند سن 4-6 أشهر، ثم تُسمَّن وتُربى عدة أشهر قبل الذبح.

كما كان هناك 250 مزرعة مماثلة تحتوي على 2,500 بقرة حلوب، تنتج يوميًا ما بين 40-50 طنًا من الحليب، وهو ما كان يغطي 20% من احتياجات المستهلكين.

أما إنتاج الحبش، فقد كان يتضاعف سنويًا، حيث وصل إلى 800 ألف حبشة. وبالنسبة إلى الدجاج اللاحم، كان هناك ألفا مزرعة تنتج 2.5 مليون دجاجة شهريًا، محققةً اكتفاءً ذاتيًا مماثلًا لإنتاج الحبش.

وعلى صعيد بيض المائدة، كان قطاع غزة يحقق اكتفاءً ذاتيًا بفضل 200 مزرعة تحتوي على 800 ألف دجاجة، تنتج 240 مليون بيضة سنويًا.

ولكن في ظل الدمار الذي طال المزارع، يطالب مربو الثروة الحيوانية في غزة المؤسسات الدولية والوسطاء بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح باستيراد البيض المخصّص للفقس، والعجول والأبقار اللازمة لإنتاج الحليب واللحوم، بالإضافة إلى إدخال مستلزمات التربية من أعلاف وأدوية، لضمان استعادة الإنتاج المحلي.

يقول المواطن حمادة الحلو لصحيفة "فلسطين": "مع اقتراب رمضان، نحتاج إلى اللحوم الطازجة من أجل موائد الإفطار، ورغم الأوضاع الصعبة، نحاول الحفاظ على العادات الغذائية، لكن نقص الإمدادات يجعل الأمر بالغ الصعوبة."

أما الجزار أبو محمد العصار، فيؤكد لـ"فلسطين" أن الأزمة باتت تضغط على قطاع اللحوم بأكمله، قائلًا: "نواجه نقصًا حادًا في اللحوم الطازجة، كما أن انقطاع الكهرباء يجعل تخزين اللحوم المجمدة تحديًا كبيرًا." وأضاف: "المزارع المحلية دُمّرت بالكامل، وما كان متوفرًا استُهلك خلال فترات الإغلاق أو تلف بسبب الحرب."

من جانبه، يبيع الجزار فؤاد عيسى اللحوم المجمدة رغم إدراكه أن المستهلكين يفضلون الطازجة، ويقول لـ"فلسطين": "الزبائن ليس لديهم خيار بعد الحرب سوى الشراء، حتى وإن كانت المجمدة لا تفي بالغرض تمامًا. هذا واقع مفروض علينا، فالاحتلال يتحكم في الصادرات والواردات."

مدير الجمعية الزراعية للفقاسات والدواجن والأعلاف، د. ماجد جرادة، أوضح لـ"فلسطين" أن خسائر قطاع الدواجن في غزة تُقدَّر بحوالي 270 مليون شيكل نتيجة الدمار الذي لحق بالمزارع والبنية التحتية.

وأضاف أن الأضرار طالت مزارع الدواجن بأنواعها (اللاحم، البياض، الحبش)، إضافة إلى الفقاسات، مصانع الأعلاف، وسائل النقل، والمخازن. كما أشار إلى أن 11 فقاسة من أصل 16 فقاسة عاملة في غزة دُمّرت بالكامل، مما أدى إلى انهيار الإنتاج المحلي وتضرر 850 مزارعًا.

في ظل هذه الظروف، يطالب المواطنون والجزارون الجهات المعنية بتسهيل إدخال العجول والماشية الحية إلى غزة لتلبية احتياجات السوق المحلي في رمضان، إضافة إلى دعم المزارعين لتعويض خسائرهم وإعادة بناء المزارع، مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتخفيف الضغط على السوق.