قائمة الموقع

​ماهر عياش.. فنانٌ يبحث عمّا "يلامس القلب"

2017-10-29T08:22:09+02:00

لم يكتف بتطوير موهبة الرسم، اكتشف موهبة الرسم لديه وهو في المرحلة الابتدائية، وكبرت معه، فطوّرها دون أن يكتفي بها، وخاض غمار العديد من الفنون، كصنع الحجر الصناعي، وإعادة تدوير المواد المهملة، والرسم على الصدف، والنحت على الخشب، وصناعة المجسمات.

الفنان "ماهر عياش"، من النصيرات، حاصل على دبلوم سكرتاريا، اعتمد على البحث والتجربة لتطوير قدراته في تلك الفنون، فهو يجد المتعة في صناعة الأشياء الملموسة والتي يشعر أنها تلامس قلبه.

تحفة من "أي شيء"

"أي شيء أراه، ويلفت انتباهي، آخذه لأُخرج منه تحفة فنية تتحدث عن نفسها".. هذا هو وجه التميز الذي يراه عياش (29 عاما) في نفسه، وهو النقطة التي ينطلق منها نحو ممارسة الفنون المختلفة.

قال لـ"فلسطين": "اشتُهرت بصناعة الصخور الصناعية، مع وضع لمسات جمالية عليها، كما أصمم النوافير والشلالات، و(المشايات الأرضية من الصخور) للحدائق والمطاعم".

وأضاف وهو يلون الزلط ليصنع منه لوحة فنية: "صنعت بيدي قالبا حديديا لأشكّل بواسطته صخورا صناعية، هو غير متوفر في غزة، ولكنه منتشر في الخارج".

حينما ترى صخور الشلالات التي صنعها عياش تخالها للوهلة الأولى صخورا طبيعية، لدقته في صناعتها، ولما يضفيه عليها من لمسات فنية لكي يعيطها الصفة الطبيعية.

وأوضح: "اعتدت أن أتوجه بين الحين والآخر إلى شاطئ البحر، لكي أجمع مع ابني الصدف، وأصنع منه الحلي، من أساور وعقود، وكذلك (ميداليات)، مع إدخال الكريستال والخرز اللامع إليها".

كما يصنع من "الزلط" الناعم الذي يجمعه لوحات فنية، وكذلك يرسم عليها، ويصنع هدايا للأطفال والأمهات منها.

أكثر الفنون متعة بالنسبة لـ"عياش" الفن التشكيلي والنحت، فهو يميل إلى الأشياء الملموسة التي يشعر أنها تلامس قلبه، أكثر من ميله للوحات التي تعتمد على الريشة والألوان واللوح الخشبي.

وعن المجسمات والأعمال الفنية التي يعتز بها، قال: "صنعت مجسما للبحر، فيه قارب، واستعنت بتدوير (مشاطيح) الخشب، تحته ماء جاري، وفوقه جسر من الحديد والخشب، هو موجود في أحد مراكز وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وقد صعد عليه مدير عام عمليات الأونروا في غزة وألقى كلمة من فوقه، بالإضافة إلى مجسم لمدخل على شكل فم حوت صنعته من الاسفنج ورسمت عليه".

وحوَّل الحديقة الواقعة خلف بيته إلى لوحة فنية، حيث أعاد تدوير إطارات سيارات، وصنع منها كراسي، ومن الزجاجات البلاستيكية صنع أُصُص للنباتات، وصنع من الإسمنت مجسمًا علق عليه أصيصًا لنباتات الزينة.

ومهنة أيضًا

الفن فطرة وليس مُكتسبا، فممن ورث عياش هذه الموهبة؟ أجاب: "جدي كان مدرس تربية فنية وصانع سلال البوص، ووالدتي بارعة في الرسم وتصميم الأزياء، ووالدي يعشق الرسم، فالوراثة لعبت دورا في موهبتي، وكذلك أخويّ فارس ومصطفى".

ويطمح عياش إلى تنفيذ مشروع فني عن القضية الفلسطينية، يستعرضها بدءا من الهجرة حتى وقتنا الحالي، بحيث يعدّ هو الفكرة، ويستعين بأخية الصغير "مصطفى"، الموهوب في عمل مجسمات من الصلصال، ليكون المنتج النهائي رواية تاريخية دون قلم أو كتاب.

صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار، دفعت عياش إلى أن يتخذ من موهبته الفنية مهنة، منذ ثلاث سنوات، لا سيما أنه لم يجد فرصة عمل.

وانقطاع التيار الكهربائي يشكل أزمة بالنسبة له، حيث يعيقه عن الاستمرار في عمله ليلا حينما يشعر أنه بحاجة إلى تفريغ طاقة كامنة بداخله، على حد قوله.

عقبات أخرى يعانيها عيّاش، أهمها الوضع الاقتصادي الصعب، مما يؤدي إلى ضعف التسويق للأعمال الفنية، وعدم وجود جهة حكومية تحتضن المواهب الفنية وتدعمها بالإمكانيات اللازمة، بالإضافة إلى إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الخام والأدوات التي تساعد في تطوير الفنان.

اخبار ذات صلة