أكد الدكتور صالح تايه، مشرف عملية التطعيم في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الفحوصات المخبرية كشفت عن بقاء فيروس شلل الأطفال في التربة والمياه العادمة في عدة مناطق بقطاع غزة، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال.
وأوضح تايه لـ "فلسطين أون لاين" أنه استجابةً لذلك، أطلقت وزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وشركاء آخرين، حملة تطعيم ثالثة تستهدف الأطفال من عمر يوم حتى عشر سنوات.
وبيَّن أن الحملة تهدف إلى إيصال الجرعة الأولى لحوالي 600 ألف طفل في جميع مناطق قطاع غزة.
وقال: "إن حملة التطعيم ستستمر في جميع المناطق المعتمدة بقطاع غزة لضمان حصول جميع الأطفال المستهدفين على اللقاح، حتى بعد انتهاء الموعد المحدد للحملة"، مشددًا على التزام وزارة الصحة بمنع إصابة أي طفل بمرض شلل الأطفال، نظرًا لسهولة انتشار المرض بين الأطفال.
وأشار تايه إلى أن فلسطين تُعتبر من الدول المتقدمة عالميًا في الالتزام بتطعيم الأطفال، مما أدى إلى اختفاء العديد من الأمراض المعدية التي كانت منتشرة عالميًا. كما أوضح أن تلقي الأطفال للجرعة الثالثة من التطعيم لن يؤثر سلبًا على صحتهم، بل سيعزز مناعتهم ويساهم في مكافحة فيروس شلل الأطفال في حال وجوده.
وأوضح أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر، كانت السبب الرئيسي في عودة ظهور فيروس شلل الأطفال، لافتًا إلى أن تدمير البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي ساهم في تفشي الفيروس مجددًا.
وذكر أن القصف المكثف استهدف محطات معالجة المياه، مما أدى إلى تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في المناطق السكنية والبيئة المحيطة، مما زاد من احتمالات انتشار الفيروس.
وأضاف: "إن آلاف العائلات النازحة تعيش في ظروف إنسانية صعبة داخل مخيمات مؤقتة تفتقر إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض المعدية، وعلى رأسها شلل الأطفال".
وأطلقت وزارة الصحة الفلسطينية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) وتحالف اللقاحات (Gavi)، حملة تطعيم ثالثة تستهدف الأطفال من عمر يوم حتى عشر سنوات.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق عن إطلاق حملة تطعيم جماعية جديدة ضد شلل الأطفال في غزة، نظرًا لاستمرار وجود الفيروس وخطورته على صحة الأطفال، وسط تحذيرات من تفشيه على نطاق أوسع بسبب الظروف البيئية المتدهورة.