فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الاحتلال يستخدم الدبابات في الضفة الغربية.. مرحلة جديدة أم استعراض قوة؟

...
الاحتلال يستخدم الدبابات في الضفة الغربية.. مرحلة جديدة أم استعراض قوة؟
رام الله - غزة/ محمد الأيوبي

في خطوة غير مسبوقة منذ عدوان ما يسمى "السور الواقي" قبل 23 عامًا، دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بدباباته إلى الضفة الغربية المحتلة، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقة وراء هذه الخطوة، وتدعاياتها على الوضع الميداني، وإن كانت إيذانًا بمرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال.

وقالت هيئة البث العبرية، إن دبابات جيش الاحتلال تحركت إلى منطقة جنين، في إطار توسيع العملية العسكرية، شمالي الضفة الغربية، وذلك للمرة الأولى منذ عدوان "السور الواقي" عام 2002.

رعب وتخويف

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، عصام ملكاوي إن استخدام (إسرائيل) للدبابات في الضفة الغربية وداخل المخيمات والمناطق المبنية ليس صحيحًا من الناحية العملياتية والتعبوية، لكنه من الناحية الاستراتيجية يعد خطوة ترمي إلى بث الرعب والتخويف بين الفلسطينيين.

وأكد ملكاوي لـ "فلسطين أون لاين"، أن هذا التحرك الإسرائيلي لم يكن ليحدث إلا لمعرفة (إسرائيل) أن المقاومة في الضفة الغربية لا تمتلك الأسلحة المضادة للدروع مثلما هو الحال في غزة.

وأشار إلى أن هذه التحركات العسكرية تأتي في سياق محاولة (إسرائيل) منع عودة المهجرين الفلسطينيين من المخيمات إلى منازلهم، حيث تسعى إلى تكرار ما جرى في غزة في الضفة الغربية، رغم اختلاف الظروف والمقاربة بين المنطقتين.

وأوضح ملكاوي أن (إسرائيل) من خلال استمرار العمليات العسكرية بهذا الشكل، تعمل على استفزاز أهالي الضفة، مما يزيد من حدة التوتر ويسهم في إشعال الوضع بشكل أكبر، وهو ما يخدم أهداف الاحتلال في تدمير البنية التحتية للمخيمات والمدن.

وأضاف أن هذه العمليات العسكرية جزء من خطة إسرائيلية شاملة تهدف إلى تفريغ المخيمات والمدن الفلسطينية من سكانها، مما يتماشى مع أهداف وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، للاستيلاء على الضفة الغربية.

استعراض قوة

وفي السياق، يصف الخبير العسكري والاستراتيجي، يوسف الشرقاوي، استخدام الدبابات بأنه "استعراض قوة" يستهدف إرضاء قيادات اليمين الإسرائيلي الديني ممثلاً "بتسلئيل سموتريتش" و"إيتمار بن غفير"، أكثر من كونة ضرورة عسكرية.

وأوضح الشرقاوي لـ "فلسطين أون لاين"، أن استخدام الدبابات هو مجرد محاولة لبث الرعب والصدمة في صفوف الشعب الفلسطيني. وذكر أن المزاعم الإسرائيلية بامتلاك المقاومة أسلحة متطورة في شمال الضفة الغربية هو مجرد "فزاعة"، قائلاً: "لا يوجد أهداف ذات قيمة تستدعي استخدام الدبابات والأليات الثقيلة".

وأضاف: "إن (إسرائيل) تحاول استنساخ تجربة التدمير والتهجير من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، مستدلاً بتصريحات المحللين العسكريين الإسرائيليين الذين أقروا أن جيش الاحتلال يحارب الشوارع والبنية التحتية أكثر من قدرته على محاربة المقاومين.

وأشار الشرقاوي إلى أن هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية هو جعل المخيمات الفلسطينية بيئة غير قابلة للعيش، تمهيدًا لإزالتها وجعلها ضاحية من المدن، مشددًا على أن هناك فكرة إسرائيلية لإنهاء المخيمات الفلسطينية، لكن ذلك لن تفلح به.

حرب صامتة

من جهته، مدير مركز "وطن" للدراسات، معمر عرابي، قال إن استخدام الدبابات في الضفة ليس أمرًا جديدًا، حيث أن جيش الاحتلال يستخدم الطائرات الحربية وكل أدوات القتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف عرابي لـ "فلسطين أون لاين": "لم تكن (إسرائيل) ترمي الورود على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، واستخدام الدبابات جزء من الضغط الهائلة التي تمارسها بهدف خلق ظروف تؤدي إلى تهجير السكان".

واعتبر أن ما يجري في جنين ومدن شمال الضفة هو "حرب مفتوحة"، تشبه ما حدث في قطاع غزة، لكنها "حرب صامتة" لا يغطيها الاعلام. وأوضح أن (إسرائيل) تنفذ عمليات تدمير ممنهجة وابادة جماعية تستهدف المخيمات الفلسطينية، مستشهدًا بما يحدث في مخيمي طولكرم ونور شمس من عمليات إبادة، حيث تم هدم هذين المخيمين بأكملهما على رؤوس سكانهما، وتهجير وتشريد 50 ألف موطن.

وأكمل حديثه: "هذه حرب حقيقية لا تتجزأ عن المشروع الصهيوني الاحتلالي، حيث أن المعركة الحقيقية في الضفة الغربية ومدينة القدس من أجل تهجير الشعب الفلسطيني وتمدد هذا الاحتلال الغاصب على أنقاض الشعب الفلسطيني".

وحول إذا ما كانت الضفة الغربية أمام مرحلة جديدة، قال عرابي إن الأوضاع تتجه نحو تسارع غير مسبوق في وتيرة التهويد والاستيطان، حيث ارتفع عدد المستوطنين من 100 ألف مستوطن عند توقيع اتفاق "أوسلو" قبل 32 عامًا، إلى مليون مستوطن، فيما ينتشر أكثر من 900 حاجز يقطع أوصال الضفة الغربية، في ظل تنامي دور المستوطنين الذي أصبحوا جيشًا يوازي الجيش الرسمي للاحتلال.

ورغم هذا التصعيد، يرى عرابي أن المستقبل والزمن ليس في صالح (إسرائيل)، وإنما لصالح الشعب الفلسطيني، إذ تشير التوقعات الى أن عدد الفلسطينيين سيساوي أو يتجاوز عدد المستوطنين في فلسطين التاريخية، خلال العقد المقبل، مما يشكل تحديًا ديموغرافيًا للاحتلال.

واعتبر أن المجتمع الدولي المتخاذل والداعم لكيان الاحتلال بكل أسلحة القتل والتدمير، والصمت العربي الرسمي لعب دورًا كبيرًا في تمادي (إسرائيل)، قائلاً: "نحن جزء من مشكلتنا التأمر الرسمي العربي، لولا هذا التأمر لما وصلت الأوضاع إلى هذا الحد في الضفة وغزة".

ويشن جيش الاحتلال عدوانا واسعا على مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية منذ 21 كانون ثاني/يناير الماضي، حيث استهدف مدينة جنين ومخيمها والبلدات المجاورة، كما وسّع الاحتلال عملياته إلى مدينة طولكرم، يوم 27 كانون ثاني/يناير الماضي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء ومسنين. 
ويواجه التجار صعوبات كبيرة في تأمين البضائع، إذ يقول محمد البابا، بائع مواد غذائية: "نحاول تجهيز المحل بأكبر كمية ممكنة من البضائع، لكن القيود المفروضة على الاستيراد تحد من قدرتنا على توفير المنتجات المطلوبة. نأمل أن تصل الشحنات في الوقت المناسب لتلبية احتياجات الزبائن قبل رمضان".
ويشير البابا إلى أن مرتادي الأسواق يعيشون حالة من الترقب الحذر، حيث يخشى كثيرون من تجدد العدوان في أي لحظة، ما يدفعهم إلى التروي في الشراء وعدم إنفاق مدخراتهم دفعة واحدة. 
وأضاف لصحيفة "فلسطين" أنه يلاحظ انخفاض الطلب على المعلبات نظرًا لتوزيعها في السلال الغذائية، في حين يرتفع الإقبال على الزيوت والسكر والأرز باعتبارها سلعًا أساسية خلال الشهر الفضيل.

المصدر / فلسطين أون لاين