لم تكن عملية تسليم جثامين أسرى الاحتلال الأربعة مجرَّد حدثٍ كشف عن حجم الغضب "الإسرائيلي" تجاه حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو فحسب، بل واجه نتنياهو انتقاداتٍ متصاعدة وانقساماتٍ لافتة تعبِّر عن أزمة سياسية داخلية غير مسبوقة.
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون "الإسرائيلية" مهند مصطفى إن "المجتمع الإسرائيلي غير معتاد على مشهد عودة جثث أسرى مستوطنين، كونها المرة الأولى في تاريخ "إسرائيل" التي تُسلم فيها جثث مستوطنين في توابيت، وهو ما يشكل صدمة عميقة للمجتمع الإسرائيلي".
وأشار مصطفى، إلى أن عودة عائلة بيباس كاملة في توابيت أثارت غضبًا شديدًا، خاصة مع تقارير أشارت إلى إمكانية إنقاذهم سابقا من خلال المفاوضات التي عرقلها نتنياهو.
وأكد أن "غياب ثقافة المساءلة يشكل تحولا خطيرا في السياسة الإسرائيلية، إذ كانت تشكل سابقا لجان التحقيق فورا بعد أي إخفاق، كما حدث في حرب أكتوبر عام 1973".
ومن جهته، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إلى أن "الفشل مزدوج: سياسي وعسكري، إذ فشلت إستراتيجية القوة العسكرية في استعادة الأسرى، وفشلت القيادة السياسية في إدارة الملف دبلوماسيا".
وأوضح حنا، أن المؤسسة العسكرية تمر بتحولات عميقة بعد الاستقالات غير المسبوقة على مستوى المناصب القيادية.
وأمس الخميس، سلَّمت المقاومة الفلسطينية، جثامين أربعة أسرى صهاينة للصَّليب الأحمر في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوب قطاع غزّة.
وحرصت المقاومة على مراعاة حرمة الموتى وعائلاتهم، ووضعت جثامينهم في أربعة توابيت، قبل تسليمهم للصليب الأحمر.
ووضعت المقاومة إلى جانب التوابيت مجسمات لصواريخ كتب عليها (من صنع أمريكي) في إشارة إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الإبادة الجماعية والقصف الإسرائيلي الذي قتل عدداً من أسرى الاحتلال.
ومن جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن جيش العدو الصهيوني قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، و حكومة الاحتلال النازية تتحمّل المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارًا.
وقالت حماس، "يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسؤولية قتلهم". مشددةً على أن كتائب القسام وفصائل المقاومة بذلوا كل ما في وسعهم لحماية الأسرى والحفاظ على حياتهم، إلا أن القصف الهمجي والمتواصل للاحتلال حال دون تمكّنها من إنقاذ جميع الأسرى.
