فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير مدمِّرة منازلهم بغزَّة يرفضون مخطَّط التَّهجير ويتعهَّدون بإفشاله

...
مدمِّرةً منازلهم بغزَّة يرفضون مخطَّط التَّهجير ويتعهَّدون بإفشاله
غزة/ أدهم الشريف:

مع استمرار معاناتهم في مراكز الإيواء، يرفض النازحون أصحاب المنازل المدمرة في غزة بشدة مخطط التهجير الذي تقوده حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو والمدعوم من رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب.

ورغم الدمار الشامل الذي حل بغزة خلال حرب الإبادة التي استمرت 471 يومًا والظروف الصعبة التي يعيشونها، يؤكدون أنهم على استعداد للصمود والتحدي.

ويعيش النازحون ظروفا صعبة للغاية في خيام داخل مراكز الإيواء المخصصة للمدمرة منازلهم والمنتشرة في محافظات القطاع الساحلي.

ويعاني هؤلاء نقصًا حادًا في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والكهرباء، ورغم هذه الظروف، يصرون على البقاء في غزة وعدم الاستجابة لمخططات التهجير.

من بين هؤلاء المسن رشدي حتحت (63 عامًا)، والذي دمر جيش الاحتلال منزله الوحيد والكائن في شارع بغداد بحي الشجاعية، شرقي مدينة غزة.

يقول لصحيفة "فلسطين": لم أجد مكان للإيواء أنا وزوجتي -راوية حتحت (57 عامًا)- سوى خيمة في مركز للنزوح. الحياة هنا صعبة بمعنى الكلمة".

وأضاف: "لقد عشنا على هذه الأرض طوال حياتنا، ولن نتخلى عنها مهما كانت الضغوط".

أما عن موقفه من مخطط حكومة الاحتلال المدعوم من الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لتهجير سكان غزة؛ يقول: إنها "محاولة لإزالة هويتنا وحقوقنا، سنظل هنا ونقاتل من أجل حقنا في البقاء".

وكانت أحياء وبلدات كاملة في غزة تعرضت لدمار شامل خلال حرب الإبادة، وتحولت على إثرها المنازل والمباني إلى ركام ودمرت البنية التحتية بالكامل، وجعل الدمار الشامل حياة المواطنين أكثر صعوبة وتعقيدًا.

ياسر أبو عبيد (41 عامًا) دمر جيش الاحتلال منزله الذي كان مكونا من 5 طوابق بالكامل في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، يرفض بشدة أيضًا أي مخطط لتهجير سكان غزة.

ويعيش أبو عبيد وأفراد أسرته المكونة من 7 أفراد تحت ظل خيمة في مركز لإيواء النازحين.

وأضاف لصحيفة "فلسطين" عن موقفه من التهجير "هذه الأرض هي موطننا وجذورنا تمتد عميقًا فيها. لا يمكننا تركها والرحيل".

وأكمل: "التهجير ليس حلاً؛ يجب أن نعيش بكرامة على أرضنا. سنستمر في الصمود والتحدي".

وكان أبو عبيد تلقى عرضًا للسفر والعمل في دولة خليجية قبل الحرب على غزة، لكنه رفض الاستجابة لذلك تأكيدًا على حبه لوطنه وتمكسه بالعيش في غزة رغم الانتهاكات الإسرائيلية.

وتابع: "لن أتخلى عن غزة لكننا بحاجة إلى مقومات الصمود هنا. فالتهجير ليس حلاً بل يزيد من معاناتنا ويفاقم الأزمة، والحل استعادة حقوقنا وحفظ كرامتنا".

كذلك الحال بالنسبة إلى ناهيل أبو جليلة (33 عامًا) والتي فقدت منزلها إثر عمليات القصف والنسف العنيفة التي بواسطتها دمر جيش الاحتلال محافظة شمالي القطاع، واستشهدت ابنتاها ميس (6 أعوام) وغزل (11 عامًا) وأصيب نجلها إسلام (10 أعوام).

ليس ذلك فحسب، بل إن جنود الاحتلال اعتقلوا زوجها عندما كان على رأس عمله ضمن الكادر الطبي في مستشفى كمال عدوان الكائن في مشروع بيت لاهيا، شمالي القطاع.

وقالت بشأن مخطط التهجير: "لن نسمح لأحد بأن يجبرنا على ترك منازلنا وأرضنا. سنظل هنا رغم كل التحديات".

وأضافت: "التهجير يعني تدمير حياتنا ومستقبلنا. سنظل هنا ونتحدى كل محاولات التهجير".

وأكملت "إننا نعيش في مراكز الإيواء منذ شهور طويلة، الظروف صعبة لكننا نتمسك بأملنا وإصرارنا على البقاء".

وتؤكد أن العائلات تعاني يوميًا بسبب نقص المواد الأساسية والخدمات، فالأطفال يحتاجون إلى بيئة آمنة وصحية، ونحاول توفير ذلك بأقل الإمكانيات".

وتعهدت بالبقاء في غزة والكفاح من أجل حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبل أطفاله، مضيفة: "لا يمكن لأي خطة تهجير أن تزيل عزيمتنا".

رغم الظروف القاسية والتحديات الكبيرة، يبقى الأمل حاضرًا بين النازحين بأن تعزز الجهات المسؤولة والأوساط العربية والدولية صمودهم عبر بناء ما دمره جيش الاحتلال وإعادة الحياة إلى غزة المدمرة.