بدأت أسواق الملابس في غزة تستعيد نشاطها تدريجيًا بعد فترة طويلة من الركود الذي فرضته الحرب، حيث شهدت الأسواق إقبالًا متزايدًا بفعل انخفاض الأسعار وتوافر بضائع جديدة. ويسعى التجار وأصحاب المحال إلى إعادة ترميم منشآتهم التي تضررت، على أمل تعويض جزء من خسائرهم، خاصة مع اقتراب موسم عيد الفطر.
يؤكد عبد العزيز أبو العوف، أحد تجار الملابس الرجالية في سوق النصيرات المركزي، أن الأسواق بدأت تشهد تحسنًا ملحوظًا مع عودة حركة الشراء، مدفوعة بانخفاض الأسعار. ومع ذلك، يظل ضعف القدرة الشرائية أحد التحديات الكبرى، إذ يتردد بعض الزبائن في الإقدام على الشراء خشية أي تطورات مستقبلية، في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة.
أما أيهم نوفل، أحد المتسوقين، فيشير إلى أن الحرب تسببت في ارتفاع كبير في أسعار الملابس، حيث تجاوز سعر البنطلون 300 شيقل، فيما بلغت أسعار الجواكيت 350 شيقلًا، وتخطى سعر بعض الأحذية 100 شيقل. وأضاف أن هذه الأسعار كانت بعيدة عن متناول معظم السكان الذين تضرروا اقتصاديًا بفعل الحرب، ما دفع كثيرين للجوء إلى شراء الملابس المستعملة أو الاعتماد على المساعدات الإنسانية.
من جانبه، يوضح البائع أحمد عمار أن دخول شحنات جديدة من الملابس بعد اتفاق التهدئة ساهم في تراجع الأسعار تدريجيًا. فقد انخفض سعر البنطلون الجينز من 300 شيقل إلى ما بين 60 و90 شيقلًا، وهو سعر مقبول نسبيًا مقارنة بالفترة السابقة، فيما تراجعت أسعار الملابس الرياضية إلى 60 شيقلًا للكبار و35 شيقلًا للأطفال، كما انخفضت أسعار الجواكيت من 120 شيقلًا إلى 50 شيقلًا في بعض المتاجر.
بدوره، يعرض البائع أبو محمود، بمساعدة أبنائه، مجموعة من الأحذية المستوردة من مصر، بما في ذلك الصنادل والأحذية الشتوية، حيث شهدت الأسعار انخفاضًا ملحوظًا. فالصندل يُباع الآن بـ 25 شيقلًا، بينما تتراوح أسعار الأحذية بين 50 و60 شيقلًا، مما زاد من إقبال المشترين.
وفي أسواق الملابس النسائية، يسابق التاجر أحمد العصار الزمن لتوفير الجلبابات والعباءات وأغطية الرأس، مستغلًا منصات التواصل الاجتماعي للترويج لبضاعته وجذب الزبائن من خلال عروض الأسعار المخفضة.
من جانبها، تروي وئام هليل، إحدى المتسوقات، معاناتها قائلة إنها فقدت منزلها وكل ممتلكاتها خلال الحرب، ما جعل شراء الملابس الجديدة أمرًا صعبًا بسبب ارتفاع الأسعار، لكنها بدأت مؤخرًا في التفكير بشراء بعض الاحتياجات بعد انخفاض الأسعار.
أما التاجر خالد أبو زر، فيشير إلى أن التجار يسابقون الوقت لإدخال كميات كبيرة من البضائع قبل حلول شهر رمضان وعيد الفطر، متوقعًا ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة.
في المقابل، تأمل أم جلال، وهي ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، في استمرار تراجع الأسعار، حيث تسعى للاستفادة من العروض والتخفيضات لشراء احتياجات أبنائها.
ومع تزايد تدفق البضائع إلى الأسواق، يبدو أن قطاع الملابس في غزة يسير نحو التعافي تدريجيًا، على أمل أن تشهد الفترة القادمة انتعاشًا أكبر، رغم استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية التي تلقي بظلالها على الأوضاع المعيشية في القطاع.

