فلسطين أون لاين

الإعلام العبري: (إسرائيل) تعيد أخطاءها في لبنان وتخاطر بإرسال جنودها إلى "الوحل"

الإعلام العبري: (إسرائيل) تعيد أخطاءها في لبنان  وتخاطر بإرسال جنودها إلى "الوحل"
الإعلام العبري: (إسرائيل) تعيد أخطاءها في لبنان وتخاطر بإرسال جنودها إلى "الوحل"
ترجمة فلسطين أون لاين

بعد صدمة السابع من أكتوبر، (إسرائيل) تكرر أخطاء الماضي، ففي ظل الصدمة التي أحدثها هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يبدو أن (إسرائيل) تتجه مجددًا نحو تكرار أخطائها الاستراتيجية، دون استخلاص العبر من تجاربها السابقة. فبدلاً من تبني رؤية بعيدة المدى تأخذ في الحسبان التغيرات الإقليمية وتوازنات الردع، تعود تل أبيب إلى سياسة "إطفاء الحرائق"، سواء في غزة أو على الجبهة الشمالية.

وحسب ما نشر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي اليوم الثلاثاء، أنه ومع تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية، بدأت (إسرائيل) في إعادة إنشاء مواقع استيطانية في الجنوب اللبناني، بعد 25 عامًا من انسحابها من المنطقة، التي غرقت فيها 18 عامًا دون تحقيق مكاسب استراتيجية تُذكر.

العودة إلى المستنقع اللبناني: دروس لم تتعلمها (إسرائيل)

في عام 1982، اجتاحت (إسرائيل) لبنان بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذت من الجنوب اللبناني قاعدة لعملياتها. وتمكّن الجيش الإسرائيلي من طرد ياسر عرفات ومقاتليه من بيروت، لكن (إسرائيل) سرعان ما وجدت نفسها عالقة في المستنقع اللبناني، حيث استمرت في إدارة منطقة أمنية لمدة 18 عامًا، تكبدت خلالها خسائر بشرية فادحة، وشهدت عمليات معقدة مثل كارثة المروحية وكارثة ناقلة الجنود المدرعة.

ورغم إعلان الانسحاب عام 2000، والذي اعتُبر انتصارًا للمقاومة اللبنانية، فإن (إسرائيل) لم تنجح في بناء استراتيجية ردع مستدامة، مما أدى إلى اندلاع حرب 2006 مع حزب الله، ثم مرحلة المواجهات المتكررة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم.

استراتيجية جديدة أم إعادة إنتاج للفشل؟

اليوم، مع تصاعد التوتر مع حزب الله، نشرت (إسرائيل) ثلاث فرق عسكرية على الجبهة الشمالية، في خطوة تعكس تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق. لكن في المقابل، إعادة إنشاء النقاط الاستيطانية التي أُجليت عنها قبل ربع قرن يثير تساؤلات حول مدى إدراك القيادة العسكرية والسياسية لعواقب هذا القرار.

فبدلاً من التركيز على تطوير استراتيجيات ردع فعالة، يبدو أن (إسرائيل) تُعيد الأخطاء نفسها، وتخاطر بإعادة جنودها إلى "الوحل اللبناني"، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المدى الطويل.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن التحدي الأكبر الذي تواجهه (إسرائيل) ليس فقط في كيفية التعامل مع حزب الله، بل في قدرتها على استخلاص الدروس من تاريخها العسكري. فالتجارب السابقة أثبتت أن الاحتلال طويل الأمد لمناطق معادية يؤدي في النهاية إلى استنزاف الموارد وتعزيز قوة الخصوم بدلاً من إضعافهم.

لذا، فإن الخيار الأمثل لـ(إسرائيل) اليوم قد يكون في تعزيز قدراتها الدفاعية عبر الحدود، بدلاً من العودة إلى سياسة السيطرة المباشرة التي أثبتت فشلها مرارًا وتكرارًا.

يبدو أن (إسرائيل) لا تزال أسيرة ذهنية المواجهة قصيرة المدى، دون التخطيط الاستراتيجي العميق اللازم لمواجهة التحديات المستقبلية. فهل ستتمكن من كسر هذه الحلقة المفرغة؟ أم أن تجربة 18 عامًا في لبنان ستتكرر مرة أخرى.

اخبار ذات صلة