فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير غزَّة تغرق في الظَّلام... تداعيات خطيرة بعد تدمير (إسرائيل) قطاع الكهرباء

...
غزَّة تغرق في الظَّلام... تداعيات خطيرة بعد تدمير (إسرائيل) قطاع الكهرباء
غزة/ أدهم الشريف

يعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية صعبة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي لأشهر طويلة، بعدما دمرت حرب الإبادة الإسرائيلية البنية التحتية للكهرباء، تاركة مئات الآلاف من العائلات في ظلام دامس.

ومع تدمير شبكات الكهرباء في القطاع الساحلي الذي يعاني حصارًا خانقًا، أصبحت الحياة اليومية في غزة شبه مستحيلة.

دفع ذلك المواطنين، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، إلى الاعتماد على وسائل بديلة، لكنها غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ومنذ أن بدأ جيش الاحتلال حربه على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعمد استهداف البنية التحتية للكهرباء وشبكاتها التي كانت تمتد بين شوارع الأحياء والمحافظات.

والنتيجة أن الغالبية العظمى من سكان القطاع، ممن لا يملكون مصادر أخرى كالطاقة البديلة، يبيتون لياليهم في عتمة مطلقة، ما يعكس الواقع المؤلم في غزة.

يقول محمد مقداد، من سكان مدينة غزة لصحيفة "فلسطين": "لا يمكننا العيش هكذا. الأطفال يخافون من الظلام، وقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية، وأصبحت الحياة اليومية شبه مستحيلة بدون كهرباء".

تعليم تحت الظلام

على صعيد طلبة المدارس، فعلاوة على تدمير المدارس وإيواء ما تبقى منها نازحي حرب الإبادة، يفتقد عشرات الآلاف منهم القدرة على متابعة الدروس التعليمية، حيث أطلقت وزارة التربية والتعليم برنامجًا إلكترونيًا حتى لا يفقدوا عامًا دراسيًا.

إلا أن ريم فتحي، التي تعيش في مناطق شمال غرب مدينة غزة، تقول لـ"فلسطين": "انقطاع الكهرباء ترك تداعيات سلبية على جميع مناحي الحياة. لم أتمكن من تسجيل أبنائي في المدارس الافتراضية أو متابعة دروسهم".

وأضافت: "نستعين في إضاءة المنزل على ضوء الشموع الخافت لساعات قليلة، ثم ننام ليلًا في الظلام. لا يتوفر لنا أي مصدر حتى لشحن هواتفنا، وعندما نريد ذلك نضطر للسير مسافات طويلة".

وتابعت: "يتسبب انقطاع الكهرباء في تفاقم الأوضاع النفسية للأطفال. أحيانًا كثيرة لا نستطيع النوم، الأطفال يبكون طوال الليل، وزاد الظلام المستمر من التوتر والقلق".

أزمة المستشفيات والمرضى

ترك انقطاع الكهرباء تداعيات إنسانية خطيرة على أوضاع المرضى والجرحى، خاصة الحالات الحرجة التي تخضع للعلاج في المستشفيات التي تعمل بمولدات طوارئ، في وقت يهدد نقص الوقود بتوقف الخدمات الطبية والحيوية.

وتتحكم سلطات الاحتلال في معابر غزة، وحالت لأشهر طويلة دون وصول الإمدادات الطبية والوقود إلى مستشفيات القطاع، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المرضى وجرحى حرب الإبادة من أصحاب الحالات الحرجة والموت السريري.

مسَّ انقطاع الكهرباء أيضًا عصب الحياة في قطاع غزة المكتظ بالسكان، إذ أصبح الحصول على مياه الشرب أمرًا في غاية الصعوبة.

وتوقفت محطات تحلية المياه عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، فضلًا عن تدمير عدد كبير منها خلال الحرب، ما أجبر العائلات على شراء المياه بأسعار باهظة، مما يزيد العبء الاقتصادي.

يضطر عماد عبد الله، من سكان مدينة غزة، للوقوف ساعات مع طلوع الصباح في طابور طويل من أجل الحصول على كمية من المياه الصالحة للشرب، تتراوح بين 20 و40 لترًا فقط لعائلته المكونة من ستة أفراد.

وقال لـ"فلسطين": "ليس بالإمكان شراء المياه الصالحة للشرب حاليًا بسبب ارتفاع ثمنها"، حيث بلغ ثمن الكوب الواحد 150 شيكلًا.

لا حلول تلوح في الأفق

يبدي المواطنون إحباطهم من استمرار انقطاع الكهرباء دون وجود أي بدائل أو حلول تلوح في الأفق.

ويعاني سكان غزة من الأزمة منذ ما قبل حرب الإبادة، التي امتدت 471 يومًا قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19 يناير/ كانون الثاني 2025، حيث قصفت مقاتلات جيش الاحتلال محطة توليد الكهرباء الوحيدة، التي يقع مقرها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في يونيو/ حزيران 2006.

يطالب السكان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء الأزمة ووضع حدٍ لمعاناتهم والظروف القاسية التي يعيشونها.

وقال يوسف الفراني: "إننا لا نريد حلولًا مؤقتة، نحن نحتاج إلى استعادة الكهرباء بشكل دائم"، مضيفًا: "إن تداعيات الأزمة باتت تستدعي تدخلاً دوليًا عاجلًا لحلها".

وأضاف بنبرة تحمل رسالة تحدٍ قوية لـ"فلسطين": "رغم الظروف القاسية، سنبقى متمسكين بالأمل، ولن نتخلى عن أرضنا. سنبقى صامدين".