فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير بسبب حرب الإبادة.. قرية جحر الديك تعيش كارثة إنسانية وبيئية

...
غزة/ رامي محمد:

تعيش قرية جحر الديك، الواقعة جنوب محافظة غزة، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والبيئية بعد تعرضها لتدمير شامل من جراء حرب الإبادة الجماعية.

لم يسلم شيء من القصف العنيف، إذ طالت آلة الحرب المنازل، المدارس، المستوصفات، المزارع، وآبار المياه، مخلفةً آلاف المشردين في ظل أوضاع كارثية.

تعرضت القرية، التي تبلغ مساحتها 10 آلاف دونم ويقطنها نحو 9500 نسمة، لدمار هائل، طال 2500 وحدة سكنية، من بينها أبراج سكنية شُيدت بدعم تركي، قطري، وكويتي.

كما سُوِّيت أربع مدارس بالأرض، بالإضافة إلى تدمير المستوصف الصحي الوحيد، ما أدى إلى حرمان السكان من الخدمات التعليمية والصحية الأساسية.

وسط الركام، تقف أم محمد النباهين بجوار أنقاض شقتها التي كانت يومًا مأوى لعائلتها.

بفقدان منزلها واستشهاد اثنين من أبنائها و ثلاثة من أحفادها، لم يعد لها سوى خيمة تأويها وسط الدمار.

تقول بصوت يملؤه الألم لصحيفة "فلسطين":"كل شيء ضاع، لا بيت، لا أهل، ولا مأوى الاحتلال الإسرائيلي دمر قريتنا بالكامل".

المزارع جاسر جروان يروي بحسرة كيف تحول حقله المثمر بالزيتون والحمضيات إلى أرض جرداء بفعل القصف الإسرائيلي.

يقول لصحيفة "فلسطين": "هذه الأرض ورثتها عن أجدادي، كانت مصدر رزق لعائلتي، اليوم لم يبقَ منها سوى الحجارة والتراب".

لم تسلم المزارع أيضًا، حيث دمر الاحتلال مزرعتين لتربية الدواجن، كانتا توفران البيض واللحوم لعشرات العائلات. المزارع أبو حسن حماد مالكهما يبين، انه فقد مصدر رزقه بالكامل، ويصف الوضع قائلاً لصحيفة "فلسطين": "كنا نعتمد على هذه المزارع لتأمين قوتنا اليومي، والآن أصبحنا بلا عمل ولا دخل".

لم يقتصر التدمير على المنازل والمزارع، بل شمل البنية التحتية الأساسية، حيث تم استهداف 7 آبار مياه تابعة للبلدية، إضافة إلى تدمير آبار مياه خاصة، ما تسبب في أزمة عطش خانقة لسكان القرية.

الدمار الهائل طال الطرق والمرافق العامة، مما جعل الوصول إلى القرية صعبًا.

رئيس بلدية جحر الديك، جبر أبو حجير، أكد أن القرية تواجه كارثة غير مسبوقة، حيث باتت بحاجة ماسة إلى إزالة الركام، فتح الطرق، وتأمين مأوى سريع للعائلات المنكوبة.

ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تدخل فوري وعاجل لإعادة إعمار ما دمره العدوان، وتوفير المياه، الغذاء، والمساعدات الطبية لأهالي القرية، محذرًا من تفاقم الأوضاع الإنسانية.

وتقع جحر الديك جنوب محافظة غزة، بين مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، وتبعد عنها 8 كيلومترات.

تقف هذه القرية المكلومة شاهدة على جريمة حرب جديدة، حيث سويت منازلها بالأرض، وتُرك أهلها في العراء، في انتظار أن يتحرك العالم لإنقاذ ما تبقى.

المصدر / فلسطين أون لاين