وجبة الإفطار هي الوجبة الأساسية التي تمد جسم الطفل بالطاقة اللازمة للتركيز والاستيعاب حتى انتهاء يومه الدراسي، ولكن كثيرا من الأمهات تغفل عن تعويد طفلها على الإفطار قبل توجهه إلى المدرسة، وتمنحه مصروفا بديلا عنها، فيشتري به ما يضره لا ما ينفعه.
وإعداد وجبة الإفطار يُعدّ أمرا محيرا للأم أحيانا، فلا تعرف ما طبيعة الطعام الذي ينبغي تقديمه لطفلها، والذي يمل بسرعة من تناول نفس الصنف يوميا.
لمزيد من التركيز
قال أخصائي التغذية الدكتور عدلي سكيك إن وجبة الإفطار ضرورية جدا للطفل قبل توجهه إلى المدرسة، حيث تزيد قدرته على التعلم وتساعده على التركيز، ورغم ذلك لا تهتم بعض الأمهات بتحضير الإفطار لطفلها قبل خروجه من البيت.
وأضاف لـ"فلسطين" أن وجبة الإفطار يجب أن تكون صحية ومتوازنة، وأن تحتوي على كربوهيدرات من الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، لكونها غنية بالألياف وتعطيه طاقة بطيئة تصاحبه طوال يومه الدراسي، بالإضافة إلى الفيتامينات، والبروتينات، والدهون، والأملاح المعدنية، ويمكن إعطاؤه "حبوب الإفطار" المدعمة بالمغذيات والفيتامينات، والأملاح المعدنية وأهمها الحديد.
وأكد سكيك أن تناول كوب الحليب صباحا، يجب أن يكون عادة يومية يتعود عليها الطفل، وأن يكون مجموع ما يتناوله يوميا من الحليب ثلاثة أكواب، لاحتوائه على الكالسيوم المهم لنمو العظام والأسنان، وفي حال عدم تفضيله الحليب يمكن الاستعاضة عنه بمنتجات الألبان مثل الأجبان، واللبنة، واللبن الزبادي.
وأشار إلى أن الأم يجب أن تهتم بتحضير البيض لابنها بمعدل يوم بعد يوم، لاحتوائه على البروتينات المهمة لنمو الطفل، مع قطعة من الخضار، مثل الخيار، والبندورة.
ولفت سكيك إلى أنه لا مانع من تقديم الفول، أو الحمص للطفل في وجبة الإفطار، ولكن بكميات قليلة، وألا يتم تكرار هذين الصنفين يوميا.
ونصح الأمهات بعدم تقديم كوب الشاي للطفل مع وجبة الإفطار، لكونه يعمل على منع امتصاص الحديد من المادة الغذائية، ويمكن تقديمه له بعد الأكل بساعتين على الأقل.
قبل المدرسة
وشدد على ضرورة تناول الطفل الطعام، ولو بقدر بسيط، قبل خروجه من البيت صباحا، كشرب كوب من الحليب أو عصير الفواكه الطازج، على الأقل، لافتا لضرورة تحضير شطيرة من اللبنة، أو الجبنة، أو المربي، مع قطعة من الفاكهة أو الخضار، ووضعها في حقيبته المدرسية.
"ساندويش الشوكلاتة" مُفضّل لمعظم الأطفال، وبحسب سكيك يُسمَح بتقديمه له مرتين في الأسبوع فقط، أما "المرتديلا"، فنصح بعدم إعطائها لطفل ليتناولها في المدرسة، لأنها تفسد إذا بقيت خارج الثلاجة لساعتين أو ثلاث ساعات.
ونصح سكيك الأمهات بعدم إجبار الابن على تناول صنف معين في وجبة الإفطار، بل عليهن التنويع في تقديم البدائل والخيارات أمامه لكي يختار ما يحب، وعليها أن تتناول الإفطار معه من باب تشجيعه على ذلك.
ورأى سكيك أنه من الأفضل عدم إعطاء أطفالهم مصروفا حتى لا ينفقونه على أطعمة ضارة كالسكاكر ورقائق البطاطا والمياه الغازية، وفي المقابل إعطائه زجاجة ماء، وعصير فواكه، وبعض الكعك المصنوع من التمر، أو بسكويت من الحبوب الكاملة، ويُحبَّذ أن تكون مصنوعة في البيت، كي يكتفي بها الطفل ولا يشتري من المقصف.
ولفت إلى أنه يتعين على الوالدين تعويد طفلهما من سن سنة الجلوس أمام المائدة، حتى يتعلم العادات الغذائية التي ستستمر معه طوال حياته.
