قائمة الموقع

بـ "لغة الأرقام والتَّحليل".. أمريكيُّون يعارضون خطَّة ترامب للاستيلاء على غزَّة لهذه الأسباب!

2025-02-13T16:41:00+02:00
بـ "لغة الأرقام والتَّحليل".. أمريكيُّون يعارضون خطَّة ترامب للاستيلاء على غزَّة لهذه الأسباب!

تباينت ردود الأفعال الأميركية  الرافضة لخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير أهل قطاع غزة بين من يعتبرها جهلا من ترامب بتعقيدات وتفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي، ومن يراها أفكارا تعكس "ألجنون المطلق"، ستقود المنطقة إلى صراع لا ينتهي.

وبـ "لغة الأرقام"، أظهر استطلاع للرأي أُجري في الولايات المتحدة، أن 64 بالمئة من الأمريكيين يعارضون خطة رئيسهم دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

وطرح الاستطلاع الذي أجرته منظمة "داتا فور بروغرس" الأمريكية، سؤالا على 1200 ناخب أمريكي بين 8 و9 فبراير/ شباط الجاري، حول آرائهم بشأن خطة ترامب للاستيلاء على غزة.

وبحسب الاستطلاع، عارض 64 في المئة من المشاركين استيلاء الولايات المتحدة على غزة.وأكد 47 في المئة من المشاركين أنهم يعارضون الخطة "بشكل قاطع"، بينما قال 17 في المئة منهم إنهم يعارضونها "جزئيا".وعبّر 85 في المئة من الديمقراطيين، و63 في المئة من المستقلين، و43 في المئة من الجمهوريين عن معارضتهم للخطة. بالإضافة إلى ذلك، قال 69 بالمئة من المشاركين إنهم يعارضون إرسال الولايات المتحدة قوات إلى الشرق الأوسط.

وأبرز الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقال نشرته الصحيفة، أن اقتراح ترامب هو "الأكثر غباء وخطورة من أي مبادرة سلام في الشرق الأوسط قدمها رئيس أمريكي"، مضيفا أنه "غير متأكد مما هو أكثر رعبا: اقتراح ترامب الذي يتغير يوما بعد يوم، أم سرعة موافقة مساعديه وأعضاء حكومته عليه دون أن يكون أي منهم مطلعا على تفاصيله مسبقا، وكأنهم مجرد دمى ذات رؤوس متمايلة".

وأشار فريدمان إلى أن هذه القضية لا تقتصر فقط على الشرق الأوسط، بل تعكس مشكلة أوسع في النظام السياسي الأمريكي، موضحا أنه "في ولايته الأولى، كان ترامب محاطا بمسؤولين ومستشارين لعبوا دورًا في كبح أسوأ نزعاته، أما الآن، فقد أصبح محاطا بأشخاص يخشون الاعتراض عليه، لأنهم يخافون من غضبه أو من التعرض لهجوم عبر الإنترنت يطلقه إيلون ماسك".

وفي ما يتعلق بتأثير الخطة على الشرق الأوسط، أكد فريدمان أن أي محاولة لفرض هذا المشروع على دول مثل الأردن ومصر "ستؤدي إلى زعزعة التوازن الديموغرافي في الأردن بين سكان الضفة الشرقية والفلسطينيين، وستزعزع استقرار مصر و(إسرائيل)".

وأشار إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت فيه إن "جرأة تقديم حلول مثل هذه، التي تذكر بمصطلحات الترحيل والتطهير العرقي وجرائم الحرب، هي إهانة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".

واعتبر فريدمان أن خطة ترامب ستؤدي إلى موجة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي، مضيفا أن "المسلمين في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا سيتظاهرون رفضًا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم"، كما أنها ستؤدي إلى "تصعيد ضد السفارات الأمريكية والمصالح الأمريكية في المنطقة".

وأضاف أن الشركات الأمريكية الكبرى، مثل ماكدونالدز وستاربكس، التي تواجه بالفعل حملات مقاطعة بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب غزة، ستتعرض لضغوط أكبر إذا مضت هذه الخطة قدما.

وشدد فريدمان على أن "الاعتقاد بأن التطهير العرقي هو الحل الوحيد في غزة هو أمر خاطئ"، مضيفا أن هذا ما يريده "اليمين الإسرائيلي المتطرف".

وفي انتقاد لفريق ترامب، أوضح فريدمان أن رؤيتهم للشرق الأوسط "مشوهة" بسبب تأثير اليمين الإسرائيلي المتطرف والمسيحيين الإنجيليين، مشيرا إلى أن "ترامب لا يعرف العالم العربي إلا من خلال مجتمع الاستثمار في الخليج، ما يجعله ساذجًا أمام ألاعيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وأكد فريدمان أن "نتنياهو يستخدم ترامب فقط لشراء الوقت في طريق مسدود"، محذرا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى أن يصبح "كل شاب يهودي اليوم يكبر في عالم تُعامل فيه (إسرائيل) كدولة منبوذة".

واختتم فريدمان مقاله بالتأكيد على أن "هناك حاجة إلى تفكير جديد لحل هذه الأزمة"، لكنه شدد على أن "خطة ترامب ليست تفكيرًا جديدًا، بل مجرد نسخة جديدة من خطط سلام سابقة لم تخضع للدراسة أو التدقيق".

وأضاف أن "الخطة تتغير يوميا، ما يجبر مساعدي ترامب على تأييدها دون أي اعتبار للمصالح الأمريكية طويلة المدى أو حتى لمصداقيتهم الشخصية"، لافتا إلى أن هذه الخطة "ستزعزع استقرار كل صديق أمريكي في المنطقة".

ومن جهتها، أكدت صحيفة The Hill الأمريكية أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة وقيام الولايات المتحدة "بتملك" القطاع الساحلي المدمر وبناء منتجعات هناك ليس غير عملي فحسب بل إنه متهور.

وذكرت الصحيفة أن هذا الاقتراح غير المسبوق من شأنه في الأمد القريب، أن يعرقل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة. وفي الأمد البعيد، من شأنه أن يخلق مشاكل جديدة ويعزز حالة عدم الاستقرار التي يزعم ترامب أنه قادر على حلها.

وأكدت الصحيفة أنه بدلاً من هذا التلاعب السافر، فإن المطلوب هو ترتيب أمني إقليمي جاد وقابل للتنفيذ ــ ترتيب يرسخ الاستقرار من خلال مشاركة الدول العربية، والإشراف الأمني ​​المنسق، والأهداف السياسية الواضحة.

ورأت الصحيفة أنه يمكن القيام بذلك من خلال تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من الاتحاد الأوروبي، بحيث تتولى مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فرض الحدود والإشراف على الانسحاب الإسرائيلي المنظم من الأراضي الفلسطينية المتفق عليها. ويتمثل الهدف الطويل الأجل في الحكم الذاتي المسؤول للفلسطينيين وحدود واضحة ومعترف بها بينهم وبين "إسرائيل".

إن جوهر هذه الرؤية يكمن في تحالف يعمل كقوة استقرار، لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط، وتطبيع العلاقات، وفي نهاية المطاف تحقيق السلام. وهذا ليس مجرد اقتراح طموح، بل هو خطة مدفوعة بالبراجماتية، ومصممة بعناية للتنفيذ.

وشددت الصحيفة على أن التاريخ أثبت أن التدخل الخارجي وحده لا يمكن أن يدعم السلام.

ولفتت إلى أنه لا بد من فرض النهج التدريجي للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية في إطار تحالف إقليمي موجه نحو الأمن يؤسس لجدول زمني واقعي ومعياري للانتقال من الصراع إلى الدولة.

واعتبرت أن الخطوة الأولى هي تحقيق الاستقرار الفوري: إنهاء "الأعمال العدائية" في غزة، وتأمين إطلاق سراح جميع الأسرى، ونشر بعثة مراقبة أمنية دولية لمنع التصعيد في المستقبل. وبعد ذلك، لابد وأن تترسخ جذور إصلاحات الحكم والأمن.

وأكدت أنه مع ترسيخ التدابير الأمنية والحوكمة المطلوبة، فإن الاعتراف المتبادل بين "إسرائيل" والكيان الفلسطيني سوف يصبح رسميا في إطار عملية تفاوض منظمة ومحددة زمنيا. والهدف النهائي واضح: حدود متفق عليها ودولة فلسطينية منزوعة السلاح.

وتتوافق هذه العملية مع المبادئ المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي الرئيسية، وتؤسس لها الشرعية الإقليمية والدولية.

في غضون ذلك، تتجاهل دعوة ترامب لإجلاء سكان غزة الحقائق العملية والأخلاقية. فمثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى إثارة الغضب الدولي فحسب، بل ستخلق أيضًا أزمة لاجئين دائمة من شأنها أن تزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

وعلى النقيض من ذلك، فإن إطاراً أمنياً إقليمياً منظماً بشكل جيد من شأنه أن يتجاوز إدارة الأزمات القصيرة الأجل ويقدم مساراً تدريجياً موثوقاً به نحو التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي يكون قابلاً للتنفيذ ومستداماً. ومن شأن آلية الرقابة القوية وحل النزاعات الملزمة أن تضمن إحراز تقدم ملموس في مجال الرصد والتنفيذ.

ومن خلال دمج الفصل الإسرائيلي الفلسطيني في إطار أمني ودبلوماسي إقليمي أوسع نطاقا، تعمل هذه الخطة على تحويل النموذج من إدارة الصراع إلى حل الصراع. وهي تضمن معالجة المصالح الإسرائيلية والعربية والفلسطينية.

وختمت الصحيفة بأن الزعامة الحقيقية تتطلب أكثر من مجرد اقتراحات متهورة؛ بل إنها تتطلب رؤية استراتيجية. ويتعين على الولايات المتحدة أن تغتنم هذه الفرصة لتشكيل مستقبل الشرق الأوسط. فلم يعد بوسع المنطقة أن تتحمل الوعود الفارغة والتشتيتات التي لا طائل من ورائها.

وبدروه، قال أليكس بليتساس الرئيس السابق لمشروع مكافحة الإرهاب التابع للمجلس الأطلسي والمسؤول السابق للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب في مكتب وزير الدفاع، في مشاركة له بموقع المجلس الأطلسي إن "واقع امتلاك غزة سيحمل معه تكاليف ومخاطر كبيرة بما في ذلك خطر المقاومة المسلحة".

وأضاف بليتساس أن أفكار ترامب "ستتطلب التزاما طويل الأجل، مع تقديرات تصل إلى 15 عاما لإعادة الإعمار الكاملة، ولا يزال السؤال حول من سيدفع ثمن هذا المسعى الهائل دون إجابة. ونظرا للتكلفة الهائلة والحساسية السياسية للمنطقة، فمن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدفع الفاتورة بالكامل أو ما إذا كان هناك شركاء دوليون معنيون" بالأمر.

اخبار ذات صلة