قائمة الموقع

​"الـلاند" .. قصة قسامي تقدم الصفوف الأمامية وتوفي في حادث سير

2017-10-28T08:27:08+03:00

"اللاند" هو اللقب الذي أطلقه زملاء الفقيد القسامي، محمد مصطفى أبو جزر (28عاما)، عليه؛ إثر انشغاله العسكري الدائم، وكثرة أعماله الجهادية.

وظهر أبو جزر، في مقطع فيديو نشرته كتائب الشهيد عز الدين القسام، يتحدث ببعض الكلمات، أثناء وجوده في أحد الأنفاق خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.

وهو الأمر الذي تحدث عنه أحد مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام، على هامش تشييع جثمانه في خان يونس جنوب قطاع غزة، لصحيفة "فلسطين" وأكد أنه تقدم الصفوف الأولى في مواجهة العدوان.

وقال الفقيد أبو جزر في مقطع الفيديو: "تمر بنا ساعات الجهاد ونحن متوكلون على المولى، راضون بما قسمه لنا، لا تحسبوه شرًا لكم -الجهاد- بل هو خير لكم".

وأعرب المجاهد القسامي الذي يكنى "أبو محمد" عن حزنه والمجاهدين من حوله، لفراق محمد، قائلا: "لا نقول إلا ما يرضي ربنا".

وتابع: "كان محمد من خيرة المجاهدين، يفضل الجهاد على كل شيء، ولا مبالغة إن قلت، حتى على نفسه"، مشيرا إلى أنه كان يحث من حوله على الجهاد، عزة المؤمن وكرامته.

وأضاف: "شهيدنا كانت له بصمات واضحة في ميادين الجهاد والمقاومة، ليس بدءا بالرباط والأعمال الجهادية المختلة وليس انتهاء بتدريب المجاهدين على ملاقاة أعداء الله".

وشدد على أنه كان لا يرضى بأن يكون من المتخلفين في الصفوف، وله بصمات واضحة في حرب العصف المأكول، كما كان يؤثر إخوانه على نفسه، مشيرا إلى أن المجاهدين أطلقوا عليه لقب "اللاند" لكثرة مشاغله وحركته وتشابك أعماله الموكلة إليه، والتي يقوم بها على أكمل وجه دون كلل أو ملل.

وقاد أبو جزر مجموعة من مجاهدي نخبة كتائب القسام في العدوان الأخير، متقدما بهم إلى الخطوط الأمامية شرق خان يونس، كما عمل في تخصصي التدريب والهندسة على مدار سنوات.

وتوفي القائد الميداني في كتائب القسام محمد أبو جزر جراء حادث سير، الأربعاء الماضي، أثناء ذهابه إلى أحد مواقع الكتائب التدريبية.

شخصية فريدة

بدوره، وصف القيادي في حماس بمنطقة معن شرق خان يونس، منار أبو خاطر، الفقيد بأنه "أخ فريد من نوعه وفي كل شيء في حياته.. عايشناه في صلاة الفجر والتزامه الدعوي، وعرفناه من خيرة المجاهدين الذين يؤدون أعمالهم بصمت".

وقال أبو خطر لصحيفة "فلسطين": "كان صبورا، يسمع ويطيع دون جدال، يتفانى في خدمة دينه ودعوته ووطنه وخدمة منطقته، يحمل الهم الكبير لإخوانه، ويحدثنا دائما عن أصحاب الحاجات والمعوزين من أبناء المنطقة"، مضيفا: "كما أن حديثه كان دائما عن شوقه للقاء ربه شهيدا".

أما والده، الذي صدم بخبر فقده، وبكاه بالدموع وقلبه يعتصر ألمًا، أوضح أن نجله محمد من خيرة أبنائه، قائلا: "ليس كمثله أحد، شاب محترم مؤدب، يأتي إليّ ولوالدته قبل نومه ويتفقد أحوالنا".

ولفت الوالد لصحيفة "فلسطين" ودموعه تنهمر من عينيه، إلى أنه قبل وفاته بيوم واحد أحضر "قطعة أسكمو" له، وتحدثا قليلا ثم غادر إلى فراشه، مشيرا إلى أنه دائم الحركة، وعند سؤاله أين تجيء وتروح، يقول إلى العمل.

وقال الوالد المكلوم: "زرع المولى حبه في قلوب من حوله، والده ووالدته وإخوانه وشباب المنطقة"، مضيفا: "نجاه ربه من الموت في الحرب الأخرة على قطاع غزة وقد غاب عنا أكثر من شهر وكانت تصلنا أخباره بأنه كان يتقدم الصفوف الأولى مع المجاهدين يحارب جنود الاحتلال".

من ناحيته، عدد محمد رسمي أبو جزر، ابن عم الفقيد، مناقبه، مشيرا إلى أنه حصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية، وكان ينوي إكمال دراسة الماجستير، لكن انشغاله في العمل الدعوي والعسكري حال دون ذلك.

ولفت أبو جزر إلى أن ابن عمه، ضعيف البنية الجسمانية لكنه قوي العزيمة والهمة، قائلا: "كان أميرا لمسجد عباد الرحمن، يتولى مسئوليات جميع النشاطات فيه، إلى جانب عمله في كتائب القسام".

كما أنه نشط في جمع الصدقات وتوزيعها على المعوزين، مشيرا إلى تحليه بالأخلاق الحميدة والصبر والحلم والهدوء، وقلة الشكوى رغم ظروفه الصعبة.

وقال أبو جزر: "قبل وفاته بنصف ساعة، ابتسم في وجهي وانطلق إلى عمله، فيما انطلقت أنا إلى عملي"، مضيفا: "كان دائما مبتسم الوجه يزرع الأمل في قلوب من حوله، رحمه المولى".

اخبار ذات صلة