لمع نجم اللواء توفيق أبو نعيم بشكل لافت على الساحة الفلسطينية منذ أن تولى منصب مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة في عام 2015م خلفًا للواء صلاح الدين أبو شرخ.
كان أبو نعيم تقلّد بعد تحرره من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" في عام 2011م عدة مناصب إدارية في غزة أبرزها رئاسة جمعية "واعد" للأسرى والمحررين ورئاسة مجلس إدارة رابطة الأسرى المحررين.
يُعد الرجل أحد أبرز مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس في المحافظة الوسطى، بجانب رفيقيه عدنان الغول ووليد عقل.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أبو نعيم في منتصف مايو من عام 1989م، بتهمة التخطيط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية والانتماء لحركة حماس، وحكمت عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة، وكان يُعدّ واحدًا من عمداء أسرى حركة حماس داخل السجون كونه أمضى قرابة 22 عامًا فيها.
خلال فترة الأسر عمل ممثلًا للعديد من السجون لفترات طويلة، وكان ضمن المجموعة التي ينتمي إليها الأسيران المحرران آنذاك يحيى السنوار وروحي مشتهي.
وحظي اللواء "أبو عبدالله" الذي حصل على درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية في غزة-تخصص العقيد، بشعبية واسعة بين الفصائل والمواطنين بسبب معاملته للجميع دون تمييز أو محاباة.
أن يكون الرجل على رأس أي لجنة يتم تشكيلها للإشراف على الملفات الشائكة في الساحة الفلسطينية يعني أنه رجل الوحدة والمرحلة، حتى أن البعض بات يُطلق عليها "رجل المهمات الصعبة".
وفي لمحة سريعة على أبرز إنجازاته الأخيرة، كان أبرز المشاركين في وفد حركة حماس الأمني الذي غادر إلى العاصمة المصرية القاهرة، والتقى بالمخابرات المصرية، وجرى التأكيد على ضرورة حفظ الأمن في المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة.
وحين عودته لغزة، باشر العمل في بناء منطقة عازلة بين سيناء والقطاع، ضمن ما جرى الاتفاق عليه مع المخابرات المصرية، وصرّح أبو انعيم وقتها، أن "هذه الإجراءات تأتي في سياق نتائج زيارة الوفد الأمني الأخيرة والتفاهمات التي جرت في هذا الإطار".
وأعلن أبو نعيم عن إنشاء حوالي 30 نقطة من قوات الأمن الوطني على الحدود مع مصر، و25 نقطة في الجانب الخلفي من الحدود لمتابعة الأمن على الحدود الفلسطينية المصرية والحفاظ عليه.
كما أشرف على متابعة قضية الأسير المحرر مازن فقها الذي اُغتيل في مارس الماضي من العام الحالي، على يد مجموعة من عملاء الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد جولات مكوكية والعمل ليلًا ونهارًا، خرج أبو نعيم بمؤتمر صحفي في ذلك الوقت للإعلان عن اعتقال العملاء الثلاثة المشاركين في اغتيال الشهيد فقها.
ولم يقتصر على ذلك فحسب، فمنذ تكليفه بإدارة الملف الأمني، لا يكاد يمر يوم دون أن يُجري جولات تفقدية لمراكز الشرطة والنقاط الأمنية ليلًا، ليبقى على اتصال دائم في كل ما يدور على أرض الميدان.
ومن أبرز كلماته التي تؤكد حرصه على عمله "ستبقى وزارة الداخلية والأمن الوطني بكل أجهزتها الحامية للجبهة الداخلية وستواجه كل من يحاول العبث بأمن الوطن والمواطن".