فلسطين أون لاين

رئيس بلديَّة بيت حانون لـ "فلسطين": 95 % من المباني مدمِّرةً واحتياجات الإغاثة لا تتجاوز 5%

...
غزة/ جمال محمد:

كشف رئيس بلدية بيت حانون، الدكتور عماد عدوان، عن حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مؤكدًا أن 95% من المباني السكنية دُمرت بالكامل، فيما لم تتلق المدينة سوى 5% فقط من احتياجاتها العاجلة من الخيام والمساعدات الإنسانية.

قال عدوان لصحيفة "فلسطين": "بيت حانون تعرضت لتدمير ممنهج طال جميع القطاعات، من السكنية إلى التجارية والصناعية وحتى الزراعية". وأضاف أن القطاع التجاري دُمر بالكامل، بينما تعرضت المنطقة الصناعية، التي تُعد الأكبر في قطاع غزة، لدمار جزئي كبير. كما دُمّرت الأراضي الزراعية التي كانت تُعتبر "سلة الغذاء" للمنطقة، مما أثر سلبًا على الأمن الغذائي في شمال القطاع.

وأشار إلى أن العدوان طال أيضًا القطاع التعليمي، حيث دُمّرت 17 مؤسسة تعليمية، بما في ذلك مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ومدارس حكومية. كما استهدفت الهجمات 30 مسجدًا في المدينة، مما يعكس حجم الهجوم الممنهج الذي استهدف معالم المدينة ومؤسساتها الحيوية.

وأوضح عدوان أن المدينة تحتاج بشكل عاجل إلى 10 آلاف خيمة لتوفير المأوى للنازحين، لكن ما وصل منها حتى الآن لا يتجاوز 500 خيمة فقط، أي ما يعادل 5% من الاحتياجات الفعلية. وأضاف: "العائلات التي لجأت إلى المدينة بحثًا عن مأوى اضطرت لاحقًا إلى الانتقال إلى أماكن أخرى توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية".

وأكد أن أولويات البلدية حاليًا تتمثل في فتح الشوارع الرئيسية والثانوية المدمرة، لكن ذلك يتطلب آليات ثقيلة غير متوفرة في القطاع. كما كشف أن 95% من آليات ومعدات البلدية دُمّرت، مما يعيق جهود الإعمار وإعادة تأهيل المدينة.

وأشار رئيس البلدية إلى أن جميع مقرات البلدية ومرافقها، التي يبلغ عددها 22 مرفقًا، دُمّرت بالكامل. كما تعرضت 20 بئرًا للمياه للتدمير، مما أدى إلى أزمة كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب. وقال: "نحاول صيانة بعض الآبار، لكن الأمر يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا".

وناشد عدوان الجهات الدولية والمحلية بتوفير المساعدات العاجلة لتلبية احتياجات سكان المدينة، مؤكدًا أن التدخل الدولي حتى الآن كان "خجولًا" ولا يرقى إلى مستوى المعاناة التي يعيشها المواطنون. ودعا وسائل الإعلام إلى نقل معاناة سكان بيت حانون إلى العالم، قائلًا: "المدينة تحولت إلى أثر بعد عين، والوضع يحتاج إلى تدخل أكبر وأكثر سرعة من المجتمع الدولي".

تقع بيت حانون على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وكانت واحدة من أكثر المناطق تضررًا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير. وقد شهدت المدينة حربًا برية عنيفة بدأت وانتهت فيها، مما ترك آثارًا كارثية على البنية التحتية والحياة اليومية للسكان.