يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مخيم جنين، مستهدفًا البنية التحتية بالتدمير الشامل، والمساكن بالهدم والنسف والحرق، وسط أوضاع إنسانية متردية لسكانه الذين أُجبروا على مغادرته قسرًا إلى المناطق المحيطة.
يقول مدير عام بلدية جنين، المهندس ممدوح عساف، إن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية للمخيم، بما في ذلك شبكات المياه وخطوط الصرف الصحي والطرق، بالإضافة إلى التدمير الكلي لأكثر من 150 منزلًا، والتدمير الجزئي وإلحاق أضرار متفاوتة بمئات المنازل في المخيم والمناطق المحيطة به.
تغيير المعالم
وذكر عساف لـصحيفة "فلسطين" أن جيش الاحتلال يحاصر محافظة جنين من خارجها، بينما يدفع بقوات كبيرة إلى داخل المخيم، ترافقها تسع جرافات تعمل يوميًا من الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً على تدمير واسع للمباني وشق طرق جديدة داخل المخيم.
ويتابع: "لا توجد حياة تمامًا في مخيم جنين بفعل ممارسات الاحتلال المدمرة".
ووفق الحقوقي أحمد حواشين، الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بجنين، فإن قوات الاحتلال تدفع يوميًا بشاحنات محملة بالمتفجرات إلى داخل المخيم، لنسف المنازل والمرافق المختلفة.
وقال حواشين لـ"فلسطين": "نسف جيش الاحتلال، الأحد الفائت، أربعة أحياء سكنية في المخيم، ما أدى إلى تدمير أكثر من 20 منزلًا في حارة الدمج ومحيط مسجد الأسير ومنطقة مهيوب وحارة الحواشين".
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مخيم جنين يأخذ "منحًى كارثيًا" جراء الدمار الذي لحق بالمساكن والمباني بفعل العدوان الإسرائيلي.
استهداف المستشفيات
لم تستثنِ قوات الاحتلال المستشفيات من دائرة استهدافها، فعمدت إلى قطع الخدمات الأساسية عن المخيم والمناطق المحيطة به، وحرمت أربعة مستشفيات في جنين من المياه، وفق عساف.
ونوّه مدير بلدية جنين إلى أن الاحتلال حاصر مستشفى جنين الحكومي شرقي المخيم، ودمّر مدخله، وجرف الشارع المؤدي إليه، ما أعاق وصول المواطنين والمرضى إلى المستشفى.
وأضاف عساف أن العدوان أدى إلى شلل تام في مظاهر الحياة بجنين، التي يقطنها نحو 70 ألف نسمة، نظرًا لوقوع المخيم وسط المدينة. وأشار إلى أن الأسواق التجارية متوقفة، والمدارس غير منتظمة، بسبب استمرار العدوان.
وتواجه طواقم البلدية والمؤسسات المختلفة والمراكز الحقوقية صعوبات كبيرة في حصر الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المخيم منذ الحادي والعشرين من يناير الماضي.
وبصعوبة، يواصل الحقوقي حواشين توثيق الأضرار التي لحقت بالممتلكات والخسائر البشرية في المخيم، في ظل خطورة وصول طواقم مختلف المؤسسات المحلية إلى أطراف المخيم.
ومنذ بدء العدوان، استُشهد 26 مواطنًا، بينهم ثلاثة أطفال، وأُصيب أكثر من مئة آخرين، فيما اعتُقل العشرات من الأهالي، وفق ما أفاد به حواشين.
حرب المخيمات
يتزامن العدوان على مخيم جنين مع هجمات الاحتلال المستمرة على طولكرم ومخيمها لليوم الحادي عشر على التوالي، بالإضافة إلى عدوان على بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبي طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، لليوم الخامس.
ووصف الحقوقي حواشين أوضاع نازحي المخيم بالصعبة، قائلًا: "الناس خرجت من بيوتها دون أن تحمل شيئًا من مقتنياتها.. وهذا زاد الوضع سوءًا"، مشيرًا إلى أن النازحين توجهوا إلى المدينة والقرى القريبة من المخيم بحثًا عن مأوى.
ووفق بيانات اللجنة الإعلامية للمخيم، نزحت 3,200 عائلة، تضم نحو 20,000 فلسطيني، من مخيم جنين نتيجة العمليات العسكرية للاحتلال.

