راكمت حرب الإبادة الإسرائيلية أكوامًا لا حصر لها من ركام المنازل المدمرة في محافظات قطاع غزة، وجعلت حياة مئات آلاف المواطنين في مراكز الإيواء وتحت خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
وطيلة أيام حربه التي امتدت 471 يومًا، اعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة تدمير الأحياء السكنية بشكل ممنهج، حيث دمر محافظات بأكملها تقريبًا، كما حصل في كل من محافظة شمال القطاع ومدينة رفح.
ونتج عن ذلك فقدان آلاف المواطنين لمنازلهم وعدم توفر بدائل مناسبة سوى خيام هشَّة، أجبر أصحاب المنازل المدمرة على النزوح تحت سقفها للعام الثاني على التوالي.
ويعيش هؤلاء ظروفًا قاسية في مراكز الإيواء المنتشرة في محافظات القطاع، فيما يتطلعون إلى إغاثتهم بشكل عاجل وتوفير ما يلزم من كرفانات ومنازل متنقلة إلى حين بدء الاعمار.
لكن تطلعاتهم تصطدم بتقاعس المجتمع الدولي وتأخره كثيرًا في إغاثة المتضررين وأصحاب المنازل المدمرة، كما قال نازحون لصحيفة "فلسطين".
وتتنوع الأضرار في المنازل بين أضرار جزئية وكلية، فبينما هدم ودمر جيش الاحتلال منازل وساوى بينها وبين الأرض، ألحق أضرارًا كبيرة بأخرى وجعلها غير صالحة للسكن.
وقال المواطن معتصم نصر من سكان شمال قطاع غزة: إنه كان يملك بيتًا واسعًا مكونًا من 4 طوابق لكن جيش الاحتلال دمره بعمليات القصف والنسف.
وبين نصر أنه وعائلته المكونة من 11 فردًا لم يعد لهم مأوى سوى خيمة أقامها أمام منزله.
وأضاف: فجعنا جميعًا بحجم الدمار الكبير الذي شاهدناه بعد انسحاب جيش الاحتلال من شمال القطاع، لم يبقِ شيئًا وراءه سوى الدمار.
وكان جيش الاحتلال بدأ عدوانًا عسكريًا على محافظة الشمال مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وامتد حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19 يناير/ كانون الثاني 2025، ودمر خلاله بلدات بأكملها ومنها بيت حانون، ومخيم جباليا وغيرهما.
كذلك فقد أحمد حسونة منزله في شمال قطاع غزة وأصبح وعائلته بلا مأوى. وقال: إنه لا يملك أي خيار سوى اللجوء إلى خيمة صغيرة لإيواء عائلته المنكوبة.
وبينما حمل حسونة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن فقدان المواطنين لمنازلهم، طالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل والبدء بإدخال مواد البناء التي يمنع الاحتلال إدخالها منذ بدء حرب الإبادة يوم 7 أكتوبر 2023.
وشدد على ضرورة تعويض المواطنين عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنازلهم لتمكينهم من إعمارها والسكن فيها في أقرب وقت بدلاً من حياة الخيام وما يرافقها من مشاق كبيرة.
وأضاف: يتوجب على الدول العربية المساهمة والمشاركة بشكل كبير في إغاثة متضرري الحرب بغزة واغاثتهم واعمار منازلهم.
ويعيش رمزي درويش حاليًا بشقته السكنية في حي الكرامة، شمال غرب مدينة غزة. وكانت شقته قد لحقت بها أضرارًا كبيرة جراء عمليات القصف والأحزمة النارية التي نفذها طيران جيش الاحتلال.
وأشار إلى أن شقته تعرضت لأضرار بليغة تسببت بسقوط جدران بأكملها.
وأضاف: لم أتمكن من إصلاحها أو بنائها من جديد بسبب عدم توفر الاسمنت ومواد البناء.
وبينما استطاع درويش تجهيز غرفة واحدة من شقته السكنية للمبيت فيها وعائلته المكونة من 6 أفراد، أجبر على وضع سواتر من الجلد والنايلون لمنع تدفق مياه الأمطار إلى شقته السكنية عبر التشققات والجدران التي سقطت جراء القصف.
وناشد بضرورة بذل الجهود المحلية والدولية لإغاثة المتضررين وبدء عملية الاعمار سريعًا خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون وكذلك أصحاب المنازل التي لحقت بها أضرار جزئية واضطروا لتحسين وضعها والسكن فيها.
وكان اتحاد بلديات قطاع غزة أطلق خارطة طريق لإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، فيما تواجه البلديات صعوبات كبيرة في فتح الشوارع المغلقة بركام المنازل المدمرة على إثر تدمير جيش الاحتلال آلياتها.