أعلنت مجموعة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، التي كانت داعمة لدونالد ترامب في حملته الانتخابية، عن تغيير اسمها إلى "العرب الأميركيون من أجل السلام"، وذلك بعد تصريحاته المثيرة للجدل التي أدلى بها بشأن قطاع غزة، حيث أشار إلى "استيلاء أميركي على غزة" و"تشجيع الفلسطينيين على مغادرة القطاع".
تغيير الاسم استجابة للصدمة
وحسب ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت"، اليوم الخميس، فقد لعبت هذه المجموعة دورًا محوريًا في حشد الناخبين العرب الأميركيين لصالح ترامب، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وأريزونا، حيث نظّمت لقاءات بين زعماء الجالية العربية الأميركية ومسؤولي الحملة، بمن فيهم ريتشارد جرينيل، المبعوث الخاص للرئيس، ومسعد بولس، أحد كبار مستشاري ترامب لشؤون الشرق الأوسط.
لكن التصريحات الأخيرة للرئيس حول غزة أثارت استياءً واسعًا، ما دفع المجموعة إلى اتخاذ خطوة إعادة التسمية، في محاولة منها لإعادة التأكيد على موقفها الداعم للسلام.
وفي بيان رسمي، أكدت المجموعة أن التغيير جاء نتيجة "القلق العميق" الذي أثارته تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو، حيث قال فيه: إن "الولايات المتحدة ستستولي على غزة وتحولها إلى ريفييرا الشرق الأوسط".
غضب في أوساط الجالية العربية الأميركية
في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، التي تُعد أكبر معقل للجالية العربية الأميركية، كان وقع تصريحات ترامب مدويًّا. ففي انتخابات عام 2024، تمكن ترامب من تحقيق فوز تاريخي في المدينة، ليصبح أول مرشح جمهوري يفوز بها منذ عام 2000، لكن خطابه الأخير أدى إلى صدمة واسعة بين مؤيديه العرب الأميركيين.
ووصف يوسف منير، رئيس برنامج فلسطين و(إسرائيل) في المركز العربي بواشنطن، اقتراح ترامب بأنه "فاضح وإجرامي ومجنون"، مشيرًا إلى أن المنطقة تعاني من "عدم الاستقرار بسبب التطهير العرقي للفلسطينيين منذ عام 1948".
أما الكاتبة والناشطة الفلسطينية ليلى الحداد، فقالت: إن تصريحات ترامب جعلتها تشعر وكأنها تعيش في "عالم مقلوب"، حيث يتحدث الرئيس الأميركي عن غزة وكأنها أرض خالية من البشر، بينما يقف نتنياهو، المسؤول عن معاناة الفلسطينيين، مبتسمًا إلى جانبه.
بيان المجموعة: "نرفض الاستيلاء الأميركي على غزة"
وفي بيانها الرسمي تحت الاسم الجديد، قالت مجموعة "العرب الأميركيون من أجل السلام" إنها لا تزال تؤمن بالتزام ترامب بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، لكنها تعارض "أي مخطط للاستيلاء على غزة أو تهجير سكانها".
وأضافت: "نحن نقدّر اقتراح الرئيس بإعادة إعمار غزة، لكننا نرفض فكرة الاستيلاء الأميركي على القطاع أو نقل سكانه قسرًا".
قرار التغيير: خطوة قيد الدراسة منذ فترة
كشف بشارة بهافا، رئيسة المجموعة، أن تغيير الاسم لم يكن قرارًا مفاجئًا، بل كان قيد الدراسة منذ فترة، لكن تصريحات ترامب الأخيرة سرّعت اتخاذ القرار.
وأضاف: "من الواضح تمامًا أننا نعارض فكرة نقل الفلسطينيين إلى أي مكان غير فلسطين التاريخية، ولذلك لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا لا نعمل بشكل حاسم من أجل السلام".
هل ينذر التغيير بتراجع دعم ترامب بين العرب الأميركيين؟
مع احتدام السباق الرئاسي، يثير هذا التحول التساؤلات حول مستقبل دعم العرب الأميركيين لدونالد ترامب، خاصة في الولايات الحاسمة التي ساهمت في فوزه عام 2024. فهل سيؤدي هذا الموقف إلى تآكل شعبيته بين الناخبين العرب، أم سيتمكن من استعادة ثقتهم في الأشهر المقبلة؟

