قائمة الموقع

المُحرَّرة اللحام.. نالتْ حرِّيَّتها يوم محاكمتها

2025-02-06T09:26:00+02:00
المُحرَّرة اللحام.. نالتْ حرِّيَّتها يوم محاكمتها
فلسطين أون لاين

لم يكن الاعتقال بالنسبة للمحررة إصرار اللحام مجرد تجربة عابرة، بل كان بمثابة صراع مرير ضد الزمن والظروف القاسية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي.

في أواخر سبتمبر من العام الفائت، اعتُقلت قبل بزوغ فجر ذلك اليوم، حيث حاصرت أعداد كبيرة من الآليات الإسرائيلية مكان سكنها في بيت لحم، برفقة أعداد كبيرة من الجنود المدججين بالسلاح.

تقول لـ "فلسطين أون لاين": "من كثرة عددهم، قلت لأحد الجنود مازحة: هل حررتُ المسجد الأقصى لتأتي كل هذه القوات من أجل اعتقالي؟".

لم تكن رحلة اللحام داخل جدران سجون الاحتلال سهلة، فقد قضت في الأسر أربعة أشهر، لكنها وصفت تلك الفترة بأنها كأنها أعوام طويلة، بل دهرٌ.

تقول: "أربعة أشهر داخل السجن كأنها أربع سنوات أو أكثر"، مشيرةً إلى الظروف القاسية التي مرّت بها، خصوصًا تنقلها بين مراكز التحقيق دون إثبات أي تهمة عليها من التهم التي وُجّهت لها.

وتضيف، وهي تبلغ من العمر ٤٢ عامًا: "وجه المحققون الإسرائيليون لي ٤٢ تهمة، من بينها التحريض، لكنها كانت تهمًا جائرة ومكذوبة، ولم يستطيعوا إثبات أي واحدة منها ضدي. وفي كل جلسة محاكمة، كان يُؤجَّل النطق بالحكم، حتى جاء الموعد الأخير، وحينها نلت حريتي في يوم محاكمتي".

تتحدث اللحام عن الأيام الطويلة التي عاشت فيها تحت ضغط التهديدات والظروف الصعبة، ورغم ذلك كانت تقاوم بصبر، إيمانًا منها بأن معركة الحرية لا تنتهي إلا بتحقيق النصر.

لكن أكثر ما آلَمها خلال فترة الاعتقال، رغم قصرها مقارنة بمن كان معها من الأسيرات، هو أن الاحتلال كان يحرمها من تناول علاجها، إذ إنها تعاني من زيادة في الشحنات الكهربائية في جسدها، ما يجعلها تصاب بنوبات صرع بين فترة وأخرى.

وتتابع: "رغم أنني عند الاعتقال حملت معي أدويتي والتقارير الطبية التي تثبت حاجتي لتناول الدواء بانتظام، إلا أن الاحتلال تعمّد حرماني منه ليزيد من سوء وضعي الصحي".

ولم يقتصر التضييق من قبل الاحتلال داخل الأسر، بل امتد خارجه أيضًا، حيث تعمد عرقلة نشاطها في مجال التنمية البشرية. فقد منعها من السفر إلى جزر المالديف في يوليو ٢٠٢٣، حيث كانت ستُمثّل فلسطين في مؤتمر سفراء السلام لنقل رسالة الشعب الفلسطيني ومعاناته، وكذلك إبراز إرادته الصلبة في مواجهة المحتل.

الحرية المنتظرة

ومع اقتراب موعد محاكمتها، كانت لديها مخاوف من ألا تشملها صفقة الأحرار وألا تحظى بفرصة للنجاة، خاصة أنها اعتُقلت في شهر سبتمبر، بينما هناك أسيرات أخريات اعتُقلن قبلها وقضين سنوات في الأسر.

ومع ذلك، جاءت لحظة الحرية المنتظرة، حيث أُفرج عنها ضمن صفقة الأحرار في الدفعة الأولى التي تم إطلاق سراحها. وعندما أُعلن عن ذلك، كانت تلك اللحظة أكثر من مجرد انتصار لها، بل كانت انتصارًا للشعب الفلسطيني بأسره. يوم محاكمتها، أصبحت إصرار اللحام رمزًا للمقاومة والصبر، وأثبتت أن العزيمة لا تعرف الحدود، حتى في أحلك اللحظات.

تحاول اللحام وصف شعور العزة والكرامة الذي أنعش قلبها، رغم الغصة والألم والحزن الذي يرافقها، إذ تحررت بعد تضحيات دفع الشعب الغزي ثمنها باهظًا من الشهداء والجرحى والتدمير. كما أن فرحتها منقوصة لوجود أسرى لا يزالون خلف القضبان، يحلمون باليوم الذي تبزغ فيه شمس الحرية عليهم.

وتختم اللحام حديثها قائلة: "تحية إجلال وإكبار إلى أرواح الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت المهدمة، فلولاهم، لما عشنا هذه اللحظات من العزة والكرامة والصمود. فهم من أثبتوا أن الإنسان الفلسطيني قادر على مقاومة الاحتلال بكل ما أوتي من قوة وصبر".

اخبار ذات صلة