فلسطين أون لاين

بلدية غزة: الاحتلال دمّر أكثر من 70% من بنيتها التحتية

مطالبات بإصلاح البُنية التَّحتية في شمال غزَّة

...
مطالبات بإصلاح البُنية التَّحتية في شمال غزَّة
غزة/ نور الدين صالح

يطالب مواطنون في محافظتي غزة وشمال القطاع بضرورة الإسراع في إصلاح البنية التحتية التي دمّرها الاحتلال "الإسرائيلي" خلال حرب الإبادة التي شنّها ضد قطاع غزة منذ السَّابع من أكتوبر 2023، خصوصًا شبكات المياه والصرف الصحي.

ويشتكي المواطنون من تسرّب مياه الصرف الصحي العادمة في الشوارع والطرقات العامة، مما يُعيق حركة التنقل، فضلًا عن الأمراض الناجمة عن استمرار تجمعها على شكل مستنقعات في تلك المناطق.

كما يدعو هؤلاء إلى ضرورة إزالة أكوام القمامة المتكدسة في مختلف الشوارع والطرقات، خاصةً الرئيسية، لما تسببه من تفشّي الأمراض وانتشار الحشرات والقوارض.

ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن الاحتلال دمّر غالبية البنية التحتية في القطاع خلال حرب الإبادة التي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. فقد دمّر الاحتلال 655 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، وأكثر من 2 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع.

معاناة مستمرة

يؤكد المواطن خالد موسى، الذي يقطن في مخيم الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، أنه يعاني من تسرّب مياه الصرف الصحي في الشارع الذي يسكن فيه، حيث تتحوّل إلى مستنقعات من المياه العادمة.

ويشتكي موسى لـ "فلسطين أون لاين" من تكدّس أكوام النفايات في ذات الشارع، مما يتسبب في إغلاقه وعرقلة حركة المواطنين، بالإضافة إلى خشيته من انتقال الأمراض لأطفاله. كما أشار إلى معاناته من نقص المياه الجوفية، خاصةً مع عودة النازحين من جنوب القطاع وزيادة أعداد السكان في منطقته.

وعبّر عن أمله في أن يتم إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي خلال الفترة القريبة القادمة، خصوصًا بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الهدوء النسبي إلى محافظات القطاع.

كذلك الحال لدى المواطن مؤمن داوود، الذي يشتكي من قلّة حصوله على المياه اللازمة للاستخدام الآدمي، خصوصًا بعد عودة أعداد كبيرة من النازحين من جنوب القطاع إلى مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، الأمر الذي ضاعف معاناته.

ويوضح داوود لـ"فلسطين أون لاين" أن منطقة معسكر الشاطئ تشهد تسرّبًا كبيرًا لمياه الصرف الصحي، مما يؤدي إلى مكاره صحية وبيئية تلقي بظلالها على المواطنين.

ويقول: "منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، ونحن ننتظر حلّ مشاكل البنية التحتية، وخصوصًا الصرف الصحي، تفاديًا لحدوث أزمات وكوارث صحية قد تنتقل إلى الأطفال تحديدًا"، داعيًا إلى الإسراع في حلّ هذه الأزمات التي تضاعف معاناة المواطنين.

شحّ المياه

من جهته، يطالب المواطن سامح أحمد، الذي عاد من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، بضرورة إصلاح البنية التحتية، وخصوصًا شبكات المياه، في ظل الحاجة المتزايدة لتوفير المياه الصالحة للاستخدام الآدمي.

ويقول أحمد لـ"فلسطين أون لاين": "منذ عودتي مع عائلتي من خان يونس إلى مدينة غزة، وأنا أعاني من شحّ المياه، علمًا بأنني أحتاج إلى كميات كبيرة لتنظيف المنزل وترتيبه للعيش فيه مع العائلة".

من ناحيته، أكد الناطق باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع كبيرة جدًا، مما يجعل عمليات إصلاح خطوط وشبكات الصرف الصحي صعبة في ظل الإمكانيات المحدودة التي تمتلكها البلدية.

وأفاد النبيه لـ"فلسطين أون لاين" بأن الاحتلال دمّر أكثر من 70% من البنية التحتية خلال حرب الإبادة التي شنّها ضد قطاع غزة، مشيرًا إلى أن البلدية تعاني من نقص كبير في الآليات والمعدات الثقيلة اللازمة لصيانة شبكات الصرف الصحي.

وقال: "منذ بداية وقف إطلاق النار، بدأنا بعمليات فتح الشوارع الرئيسية، وحاولنا زيادة أعمال صيانة آبار المياه وخطوط المياه وشبكات الصرف الصحي، لكن الأضرار كبيرة جدًا والإمكانيات محدودة".

وأوضح أن البلدية تلقت وعودًا بإدخال المعدات والآليات الثقيلة والسولار لإصلاح البنية التحتية، "لكن لم يتم تنفيذ ذلك حتى اللحظة، مما يؤثر على طبيعة الخدمات التي تصل إلى المواطنين"، وفق قوله.

وأضاف: "بدأنا بالإجراءات اللازمة وفق الإمكانيات المتاحة لدينا، لكن لا يمكن إيجاد حلول جذرية إلا بدخول قائمة الاحتياجات التي أرسلناها إلى المنظمات الدولية، والتي تشمل الوقود والمواد والمعدات الثقيلة للصيانة، ولذلك فإن التحديات كبيرة أمامنا".

وأشار إلى أن التقديرات الأولية لحجم الأضرار التي لحقت بجميع بلديات قطاع غزة تتجاوز 5 مليارات دولار.

وناشد النبيه المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة بضرورة التدخل العاجل وإدخال المعدات الثقيلة والمواد اللازمة، حتى تتمكن البلدية من تقديم الحد الأدنى من خدماتها للمواطنين، محذرًا من أن عدم تنفيذ ذلك سيؤدي إلى تعميق الأزمات وزيادة معاناة المواطنين.

المصدر / فلسطين أون لاين