عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى سياسة الاغتيالات المركزة ضد المقاومين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، عبر استخدام الطائرات المسيّرة في القصف بالمناطق المأهولة، ضمن محاولاته لإنهاء المقاومة هناك.
نفذ جيش الاحتلال خلال الفترة الأخيرة عمليات اغتيال واسعة بحق مقاومين، كان أبرزها اغتيال القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إيهاب عطيوي في طولكرم.
انتقل جيش الاحتلال في عمليات الاغتيال من إدخال قوات خاصة إلى داخل المخيمات والمدن في الضفة الغربية المحتلة، إلى استخدام القصف الجوي، إضافة إلى الاجتياح الواسع بمشاركة قوات كبيرة.
لم تنجح سياسة الاغتيال المستمرة التي ينتهجها جيش الاحتلال في تحقيق أي من أهدافها في الضفة الغربية المحتلة، بسبب نجاح المقاومة في تعويض عناصرها وقادتها، واستمرارها في العمل المقاوم، وتنفيذ العمليات في عمق الأراضي المحتلة.
المقاومة قادرة على الصمود
أكد الكاتب والمحلل السياسي، ياسين عز الدين، أن المقاومة الفلسطينية، رغم الخسائر الكبيرة، قادرة على الصمود وإعادة بناء نفسها.
وقال عز الدين لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يريد سحق المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وترك الميدان للسلطة لمنعها من إعادة ترميم نفسها، كما فعل بعد انتفاضة الأقصى، وهو ما فشل في تحقيقه في غزة خلال هذه الحرب".
وأضاف: "تصفية قيادة المقاومة هو حلم صهيوني بعيد المنال، ولا يمكن تحقيقه إلا عبر سلسلة اغتيالات متتالية واعتقالات واسعة، بحيث لا يبقى قادة في الميدان لديهم الكفاءة والخبرة الكافية لمواصلة الطريق. لكن يتم إفشال هذا الهدف من خلال التعبئة الجماهيرية المتواصلة ودمج الأجيال الجديدة في العمل المقاوم، واستقطاب الكفاءات في مختلف المجالات للعمل التنظيمي".
وأوضح أن جيش الاحتلال يستخدم الاغتيالات سلاحًا لإحباط المعنويات ومحاولة هزيمة المقاومة في الحرب النفسية، رغم أنها لا تؤثر على منظومة المقاومة القائمة على العمل المؤسساتي وليس على أفراد يقودونها بشكل فردي.
وأشار إلى أن المقاومة عبر التاريخ أثبتت قدرتها على تجنيد العناصر الجدد، وتجديد الدماء، وإكمال مسيرة قادتها.
ضوء أخضر للتصفية
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، محمود يزبك، أن قيادة حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعطت الضوء الأخضر لجيش الاحتلال لتنفيذ ما يريد من عمليات اغتيال في الضفة الغربية المحتلة.
وقال يزبك لـ"فلسطين": "يريد جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو، من خلال تكثيف الاغتيالات في الضفة الغربية المحتلة، التغطية على ما حدث في قطاع غزة، خاصة مع استخدام الطائرات المسيرة في المناطق المأهولة لتنفيذ عمليات الاغتيال، ولفت الانتباه إليها".
وأوضح أن الاغتيالات في الضفة الغربية تعد استغلالًا واضحًا يعكس ضعف حكومة نتنياهو، التي قتلت خلال عام واحد أكبر عدد من الفلسطينيين منذ عشرين عامًا.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يسعى من خلال استمرار الاغتيالات وتكثيفها إلى إثبات قدرته أمام المجتمع الإسرائيلي على السيطرة على الوضع الأمني في الضفة الغربية.