أكد رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، خليل عساف، أن تصعيد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بعد الإبادة الجماعية في غزة يستدعي تحركًا فلسطينيًّا موحدًا، داعيًا القوى والفصائل إلى تجاوز الانقسامات وتشكيل جبهة وطنية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي.
وقال عساف، في مقابلة مع صحيفة "فلسطين": إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه في شمال الضفة الغربية يندرج ضمن اتفاق بين وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مستغلًا المواقف الداعمة من الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، التي تؤيد فرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية.
وأشار عساف إلى أن نتنياهو استجاب لمطالب سموتريتش بشن عدوان واسع، ومنح الضوء الأخضر لتعزيز الاستيطان عقب وقف إطلاق النار في غزة، بهدف تثبيت حكومته المتطرفة.
وأوضح أن ذلك أدى إلى تصاعد عمليات القتل والاغتيالات، وتدمير المنازل والبنية التحتية في مناطق متعددة، من جنين وطولكرم إلى نابلس وطوباس.
ومنذ 21 يناير الجاري، صعّد الاحتلال من عدوانه، حيث اقتحمت قواته مخيم جنين بآليات عسكرية ثقيلة، أعقبها اقتحام مخيم طولكرم قبل أربعة أيام، قبل أن يشن غارة جوية مساء الأربعاء على بلدة طمون جنوب طوباس، ما أسفر عن استشهاد عشرة فلسطينيين.
وأضاف عساف أن الاحتلال يسعى إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، خصوصًا في جنين وطولكرم، حيث تتمتع الفصائل المسلحة بحضور قوي ومؤثر.
وتوقع عساف، الاحتلال قد يعيد سيناريو الإبادة في الضفة الغربية، كما حدث في غزة، مستغلًا الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ارتكبها في القطاع على مدار 15 شهرًا.
وأكد أن الاحتلال لا يبالي بعدد الشهداء أو حجم الدمار، لأنه لا يواجه أي مساءلة أو ملاحقة قانونية حقيقية. كما أوضح أن غياب الردع الدولي يشجع إسرائيل على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
وانتقد عساف موقف السلطة الفلسطينية من التطورات الأخيرة، مشيرًا إلى أنها "مكبلة باتفاقياتها"، وتخشى المواجهة مع الإدارة الأميركية، مما يقيد قدرتها على التحرك الدبلوماسي في المحافل الدولية.
كما أبدى استهجانه لاستمرار السلطة في ملاحقة المقاومين في مخيم جنين بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي، محذرًا من أن هذه السياسة تعزز الشكوك حول تقاطع المصالح بين السلطة والاحتلال.
وأوضح عساف أن الاحتلال استغل حالة الإنهاك التي يعيشها مخيم جنين، بعد حملة أمنية نفذتها السلطة واستمرت 48 يومًا، وشهدت اعتقالات وإصابات واستشهاد العديد من أبنائه، لتكثيف عملياته العسكرية هناك.
وطالب عساف السلطة باحترام القانون وحماية حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا أن المواطن الفلسطيني يعاني من الاحتلال، ولا يحتاج إلى مزيد من الضغوط من سلطته الوطنية.
ودعا عساف إلى تبني خطاب فلسطيني جديد يوضح معاناة الفلسطينيين، وينقل للعالم صورة واضحة عن نضالهم المشروع، بعيدًا عن الصورة النمطية التي يحاول الاحتلال فرضها.
كما طالب بضرورة إنهاء الانقسام، محذرًا من خطورة استمرار تعطيل الحوار الوطني، ومشدّدًا على أهمية استجابة قيادة السلطة في رام الله لنداءات الوحدة الوطنية، بعيدًا عن تدخلات الاحتلال التخريبية.