فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"نسبة إشغال الأسرَّة وصلت أحيانًا إلى 200%"

مدير "المعمداني" لـ"فلسطين أون لاين": نتحمَّل العبء الأكبر بغزَّة وسط نقص في الأجهزة والمستلزمات الطِّبية

...
مدير "المعمداني" لـ"فلسطين أون لاين": نتحمَّل العبء الأكبر بغزَّة وسط نقص في الأجهزة والمستلزمات الطِّبية
غزة/ نبيل سنونو

قال المدير الطبي للمستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في غزة، د. نصر التتر، إن المستشفى لا تزال تتحمل العبء الطبي الأكبر، وسط نقص شديد في الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية.

وأوضح التتر لـ "فلسطين أون لاين"، أمس، أن المستشفى تنفرد دون غيرها في مدينة غزة بوجود أقسام اختصاصية وحيدة في بعض المجالات الطبية، كالباطنة والعناية المركزة، مما يزيد العبء الواقع عليها.

وخلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت 16 شهرًا على قطاع غزة، دمر الاحتلال معظم المستشفيات، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي، وهو الأكبر في مدينة غزة، وتعرض "المعمداني" أيضًا للقصف.

وقال التتر، إن ما حققته وزارة الصحة على صعيد تشغيل مستشفى الشفاء بعد تدميره كان تحديًا، وهو إنجاز يُحسب لها، حيث استطاعت توفير هذا الرافد الطبي، مبينًا أن عدد المترددين عليه ازداد تدريجيًا، وهو يؤدي عملًا جيدًا، لكن لا يزال العبء الأكبر واقعًا على "المعمداني".

وأشار إلى عدم وجود أي قسم للأمراض الباطنية في مدينة غزة سوى في المستشفى المعمداني، لذلك فإن جميع حالات الجلطات الدماغية والقلبية والأمراض الباطنية المختلفة ليس أمامها خيار سوى التوجه إلى هذا المستشفى.

وأفاد بأن عدد المرضى الذين يحتاجون إلى عناية جراحية قد قل، لكن ازداد بشكل كبير عدد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة بالأمراض الباطنية.

وأكد الحاجة الماسة إلى مستلزمات العمليات، والأدوات الجراحية، والأجهزة، والأدوية، والمستهلكات الطبية الضرورية لتشغيل قسم العمليات بطريقة صحيحة، وتقديم الخدمة الطبية للمصابين ليكونوا في طريقهم للتعافي.

ونبه إلى أن الأقسام الأخرى تحتاج إلى أجهزة طبية متنوعة، فمثلًا، جهاز التصوير المقطعي "سي تي" المتوفر في المستشفى هو الوحيد في مدينة غزة، وهناك ضغط شديد عليه، وإن تعطّل، فسيكون الأمر "مصابًا جللًا".

وتابع: "نحن بحاجة إلى أجهزة أخرى في قسم العناية المركزة الوحيد أيضًا بمدينة غزة، حيث لا تتجاوز سعته ثلاثة أسرّة فقط، وهي غير كافية، مما يعرض كثيرًا من المرضى للخطر لعدم إمكانية استيعابهم".

وبحسب التتر، فإن المستشفى تحتاج إلى أجهزة الألتراساوند، والتنفس الصناعي، والأجهزة الخاصة بالأكسجين، وغيرها الكثير، حتى تتمكن من تأدية رسالتها وواجبها تجاه المواطنين.

نسبة إشغال 200%

وعن تحديات العمل خلال حرب الإبادة الجماعية، قال التتر إن أبرزها عدم وجود سعة سريرية تتناسب مع أعداد المرضى، مبينًا أن نسبة إشغال الأسرة وصلت في بعض الأحيان إلى 200%.

وامتلأت في كثير من الأحيان الأقسام، والخيام الطبية المستحدثة في المستشفى، وحتى الطرقات بالمرضى، حيث تسعى الطواقم الطبية إلى تقديم الرعاية لهم، وفقًا للتتر.

وتزداد التحديات أمام المستشفى مع عودة مئات الآلاف من النازحين إلى مدينة غزة، وتردد من يحتاجون إلى الرعاية الطبية على "المعمداني".

وعن ذلك، أوضح التتر أن المستشفى كانت تستقبل حالات من مدينة غزة والشمال، ومع دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ، قلّ الضغط القادم من الشمال إلى "المعمداني"، لكنها باتت تستقبل المرضى أو المصابين من العائدين إلى شمال القطاع.

وأكد أن الخدمات التي تقدمها المستشفى "تفوق الطاقة التي يمكن أن يتصورها أي مراقب للخدمات الطبية في أي مكان في العالم".

الكادر الطبي وتحديات الحرب

وبشأن الكادر البشري في المستشفى، أشار التتر إلى وجود قصور في عدد العاملين خلال الحرب، لكن "روح التضحية والفداء التي تميز بها الكادر في مدينة غزة ترفع له القبعات، ولا يمكن أن يجزيه أحد إلا الله على ما قدم وضحى".

وأضاف: "هناك من الكوادر الطبية من استشهد أو اعتُقل أو أصيب، وللتغلب على هذه المعضلات، توجه للمستشفى أطباء وممرضون لا يزالون في سلك الدراسة للاستفادة منهم".

وأعرب عن أمله في عودة الطواقم الطبية النازحة إلى عملها في مدينة غزة لمساندة زملائها، في ظل وجود عدد كبير من المصابين الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية.

دور المستشفى خلال الحرب

أما عن دور المستشفى خلال الحرب، فقد أوضح التتر أنها قامت بدور مركزي ومحوري في تقديم الخدمة الطبية للجرحى والمصابين، الذين يقدر عددهم بالآلاف، بكل كفاءة واقتدار.

وبين أن الطواقم الطبية في المستشفى عملت على مدار الساعة، لتكون بصماتها "بلسمًا لأهلنا المصابين، الذين أدميت قلوبنا من أجل القيام بالواجب الذي نحن مكلفون به تجاههم".

ووصف المستشفى المعمداني بأنها "صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة بعطائها"، مشيرًا إلى إقامة خيام فيها لاستيعاب المرضى، وتقديم الخدمة الطبية، وافتتاح قسم أمراض باطنية في مكان الكنيسة التعبدي، واستحداث قسم طوارئ جديد، وتجهيزه وتأهيله بالمستطاع من الأجهزة والكوادر الطبية.

كما وصف عمل المستشفى خلال الحرب وفي الوقت الحالي بأنه "كعمل النحلة التي لا تتوقف"، وأنه عمل يكتنفه حب الرسالة، والتفاني، والوطن، والأهل، مما جعله مميزًا على مستوى العالم.

المصدر / فلسطين أون لاين