فلسطين أون لاين

مخطَّط ترامب على وقع الإبادة.. خبراء عرب يؤكِّدون قدرة الفلسطينيين على إفشاله

...
مخطَّط ترامب على وقع الإبادة.. خبراء عرب يؤكِّدون قدرة الفلسطينيين على إفشاله  
غزة/ علي البطة

على مدار عقود توالت مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم وإبعادهم إلى خارج حدود فلسطين التاريخية، لكنهم أسقطوا جميع المشاريع التصفوية بوعيهم ونضالهم، حتى جاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطرحه الأخطر لتهجير أهالي قطاع غزة بذرائع إنسانية ومسوغات سياسية. 

يرى خبراء عرب أن الطرح الأميركي يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة العربية برمتها، فهو يسعى لترجمة عملية لمخططات (إسرائيل الكبرى)  على ما تبقى من أرض فلسطين عبر مخطط إنهاء الوجود الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة. 

مخططات مشتركة 

يقول الدكتور عمرو حسين الباحث المصري في العلاقات الدولية، إن تصريحات ترامب لا تنفصل عن مخططات الاحتلال الاسرائيلي لتهجير أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية وتمس برؤية حل الدولتين المدعومة دوليا. 

ويشير حسين في حديثه لـ"فلسطين أون لاين"، إلى أن تزامن تصريحات ترامب مع مخططات الاحتلال لتهجير أهالي الضفة الغربية إلى الأردن ليس صدفة، إنما يأتي في سياق استكمال أميركي للمخططات الاسرائيلية للتوسع على حساب الاراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية. 

وقال ترامب إنه يريد من مصر والأردن استقبال 1.5مليون غزي، لمدة مؤقتة أو طويلة، ليكون بإمكانهم العيش بسلام، وفق مزاعمه. 

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي وغربي واسع إبادة جماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 خلفت قرابة 160ألف شهيد وجريح، وأكثر من 14 ألف مفقود، ودمرت مئات الآلاف من الوحدات السكنية والبنى التحتية في القطاع. 

ذرائع ومسوغات 

وتعتبر الدكتورة أريج جبر أستاذ الدراسات الفلسطينية والعلوم السياسية في الأردن، تصريحات ترامب مغامرة غير محسوبة وخاصة ما ينسحب تحت الدفع بالتهجير الطوعي والقسري تحت ذرائع انسانية ومسوغات سياسية تؤكد ذهابها نحو تحقيق مشروع إسرائيل الكبرى وصياغة للمشهد القائم نحو شرق أوسط جديد. 

وتقول جبر لـ"فلسطين أون لاين"، ترامب يسعى لتثبيت وتعزيز أسهم ومكانة المنجز الإسرائيلي، وحديثه عن فرض السلام هو للاستهلاك الإعلامي ولدواع انتخابية سقط عند أول مواجهة في غزة. 

وتفسر جبر تركيز ترامب على تهجير الغزيين، لما تشكله غزة من ثروة ورصيد كبير، لذلك لا يهم الوجهة في التهجير إنما المهم تحقيق هدف التهجير والإبعاد القسري. 

ويلفت الخبير الإعلامي هيثم يوسف إلى سلسلة تصريحات طويلة لترامب سبقت وصوله إلى البيت الأبيض تذهب باتجاه دعم المخططات التوسعية لكيان الاحتلال في المنطقة العربية بدءا من غزة والضفة وسوريا ولبنان. 

تغيير جذري 

ويشير يوسف في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" إلى عودة ترامب لسدة الحكم حاملا في جعبته قرارات جديدة لتغيير شكل المنطقة العربية، متوقعا أن تشهد الدول المعارضة لمقترحاته ستكون هدفا لزعزعة أمنها واستقرارها الداخلي. 
 
والضفة الغربية ليست بعيدة عن ترامب وفق يوسف، فهي تقع في قلب مخططات الرئيس الأميركي للتهجير، والسلطة في رام الله أول الأنظمة المستهدفة إسرائيليا وأميركيا لإضعاف مركزها تمهيدا لتحقيق المخططات الصهيوأميركية. 

وبحسب يوسف فإن موضوع التهجير واحد من مشروع الدعم الترامبي لـ(إسرائيل) والذي يشمل فرض سيادة الاحتلال على القدس ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة ومساعدة (تل أبيب) في بسط سيطرتها على الضفة الغربية، إضافة إلى ازالته قراراته تجريم المستوطنين وتزويد الاحتلال بقنابل استراتيجية وغيرها من أشكال الدعم اللامحدود لتحقيق المشروع الاسرائيلي في المنطقة. 

مشاريع تتهاوى  

ويؤكد الباحث في الشؤون السياسية مالك عبيدات، أن الشعب الفلسطيني لا تنطلي عليه الوعودات والدعوات لمغادرة أرضه كما لا ترهبه التهديدات، وهو الذي خرج من حرب إبادة فشلت في دفعه إلى خارج غزة. 

ويقول عبيدات لـ"فلسطين أون لاين "، مخطط ترامب ليس الأول ضمن مشاريع تهجير الفلسطينيين التي انطلقت منذ العام 1948، لكنه المشروع الأخطر. 

ويردف، مخطط التهجير قديم حديث بدأه ترامب في صفقة القرن إبان ولايته الرئاسية الأولى، وهو يستكمل المشروع الخطير منذ الايام الاولى لعودته للحكم لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات. 

تكاتف عربي 

مواجهة مخاطر مشروع التهجير، يتطلب بحسب الدكتور عمرو حسين تكاتف عربي حول مصر والأردن من أجل صد المخطط، وحشد المجتمع الدولي خاصة الدول الأوروبية التي اعترفت مؤخرا بالدولة الفلسطينية، والعمل على تجنيد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة. 

ولا تتوقع الدكتورة أريج جبر موقفا عربيا حازما يساند الدول المستهدفة، خصوصا في ظل العودة للاتفاقيات الابراهيمية والتطبيع. فيما دعا يوسف للتصدي لتلك المخططات بالأفعال المساندة للشعب الفلسطيني المراهن على وعيه في التصدي لمؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.

وإذ يشير عبيدات لتاريخ طويل مقاومة الفلسطينيين لمشاريع التصفية والتهجير وغيرها من المشاريع، إلا أن المرحلة تستلزم ردا عمليا عربيا يرتقي إلى مستوى التهديدات لدول المنطقة.